جرثومة تسبب السرطان.. و75% من اللبنانيين مصابون بها!
اكشتفها وليد عام 2020 عن طريق الصدفة، خلال فحص لدى طبيبه المختصّ بالجهاز الهضمي، فـ”ظمط عآخر لحظة”، كما روى.
وقال: “لم أشعر بأي عارض من العوارض المتعارف عليها الخاصة بجرثومة المعدة، واستغربت إصابتي بها على الرغم من أنني لست من النوع الذي يهمل صحته”، مشدداً على أنه يتابع أي مشكلة معوية بسيطة قد تصيبه بسبب وفاة والده بسرطان المعدة.
وأضاف وليد: “توجّهت إلى الطبيب عام 2020 لإجراء فحص روتينيّ بعدما كنت قد شفيت من التهاب معويّ عرضيّ، فطلب إجراء عملية تنظير للمعدة “على صحة السلامة”، فأخذ بطبيعة الحال خزعة ظهرت نتيجتها بعد أسبوعين، بيّنت أنني أعاني من جرثومة المعدة أي الـHelicobater Pylori”.
وأكد أن “الطبيب أوضح لي أن الجرثومة ليست حديثة العهد فطلب مني الخضوع للمزيد من الفحوصات الطبية للتأكد من عدم تطوّر الأمور إلى الأسوأ، وبالفعل عالجنا الجرثومة في الوقت اللازم ولمدة أسبوعين تقريباً وانتهى الأمر”.
ما عانى منه وليد، موجود لدى 75% من الشعب اللبناني بحسب ما أكّدته الأخصائية في الجهاز الهضمي والكبد والتنظير وتقنيات خسارة الوزن د. ملاك نور الدين، مستندة إلى أحدث الدراسات.
وأوضحت في حديث أن جرثومة المعدة هي نوع من البكتيريا، مصدرها تناول الخضار والفاكهة الملوثة والمياه غير النظيفة، وقد تنتقل عن طريق اللعاب والبراز من شخص مصاب إلى آخر سليم.
وأكّدت أن أعراض هذه الجرثومة قد لا تظهر لدى المريض سوى بعد سنوات عدّة من إصابته بها، كما أنها قد تصيب الإنسان من دون أن تسبب له أي عارض أو مؤشر.
وعن الأعراض، شرحت د. نور الدين أن الأكثر شيوعاً منها هو الشعور بانزعاج بعد تناول الطعام، بالإضافة إلى اللعيان، التقيؤ، أوجاع في المعدة وصعوبة في الهضم والشعور بالإنتفاخ، لافتة إلى أن لا علاقة لجرثومة المعدة بارتجاع المريء.
تسبّب جرثومة المعدة في حال عدم معالجتها، بحسب د. نورالدين، إلتهابات مزمنة ما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة على المدى الطويل، مشددة على ضرورة معالجتها في حال اكتشافها.
وعن سبل علاجها، أشارت الطبيبة إلى أن “العلاج الرباعي” هو البروتوكول المتبع حالياً للتخلص من الـHelicobacter Pylori وهو عبارة عن 3 أدوية من المضادات الحيوية بالإضافة لدواء حماية المعدة الذي من شأنه خفض نسبة حموضتها، ويتم العلاج لمدة 10 إلى 14 يوماً.
كما أوضحت د.نورالدين أنه في معظم الحالات، تختفي جرثومة المعدة نهائياً بعد انتهاء مدة العلاج، إلا أنها في بعض الحالات القليلة قد لا تعالج بشكل تامّ فيتمّ إجراء الإختبار سنوياً للإطمئنان إلى حالة المريض وعن مدى تطور الجرثومة.
من هنا، فسّرت أن سبل اكتشاف الجرثومة من عدمه تتمّ عبر:
اختبار دم
اختبار الخروج
اختبار التنفس، وهو الأكثر دقة.
التنظير
وأوضحت أن المريض الذي يتناول دواء لحماية المعدة لا يمكنه أن يخضع لاختبار التنفس ، بينما فحص الدم لا يتأثر لا بهذا النوع من الأدوية ولا بالمضادات الحيوية فيتم اللجوء إليه، إلا أن نسبة التأكيد فيه لا تصل إلى 100%، فيتم إعادة الفحص إما بالنفس أو بالتنظير.
وكشفت أن هذه الجرثومة تستوطن المعدة حصرياً، لكنها قد تسبب القرحة في الأمعاء الرفيعة المعروفة بالإثني عشر، ولا تصل إلى المريء.
“درهم وقاية خير من قنطار علاج”. عبارة قد نعتبرها مبتذلة إلا أنها التوصيف الأدقّ لمسيرة الإنسان نحو الصحة السليمة. فصحيح أن للجسم سبله الخاصة للإشارة إلى أي خطر قد يحدق بصحتنا، إلا أنه في بعض الحالات، قد يظل صامتاً.
المصدر : ليبانون 24