أعلنت الفصائل المسلحة المعارضة في سوريا، فجر الأحد، أن الرئيس بشار الأسد غادر العاصمة دمشق، ودعت المهجّرين في الخارج للعودة إلى ما وصفته بـ”سوريا الحرة”. هذا الإعلان أثار تساؤلات حول ما جرى خلال الساعات الأولى من الفجر، وكيف لنظام الأسد أن يسقط بهذه السرعة المفاجئة دون أي مقاومة تُذكر، بعد سنوات طويلة من الحكم الحديدي. فهل كانت هناك ترتيبات خفية واتفاقات “تحت الطاولة” كما يشاع في أوساط المحور، مهّدت لهذا السيناريو غير المتوقع؟
سقوط النظام ومغادرة الأسد
صرّح ضابطان بارزان في الجيش السوري لوكالة رويترز أن الرئيس بشار الأسد غادر دمشق على متن طائرة متجهة إلى وجهة غير معلومة. وأكد مصدر عسكري مطلع أن قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط رسميًا بسقوط النظام.
في الوقت ذاته، أعلنت قوات المعارضة دخولها إلى العاصمة دمشق دون مقاومة تُذكر، وسيطرتها على مطار دمشق الدولي بالكامل.
تحرير سجن صيدنايا
أعلنت قوات المعارضة السورية عن تحرير الأسرى من سجن صيدنايا العسكري الواقع على مشارف دمشق، واصفة العملية بأنها “نهاية حقبة الظلم”.
يُذكر أن سجن صيدنايا كان يُستخدم من قبل الحكومة السورية لاحتجاز الآلاف.
أين ذهب الأسد؟
أشارت بيانات من موقع “فلايت رادار” إلى أن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق بالتزامن مع سيطرة مقاتلي المعارضة على العاصمة. وأظهرت البيانات أن الطائرة اتجهت أولًا نحو الساحل السوري قبل أن تغير مسارها فجأة وتختفي عن الرادار.
وفي بيان نُشر على صفحته على “فيسبوك”، أعلن رئيس الحكومة السورية، محمد الجلالي، استعداده للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب السوري. وأكد التزام الحكومة بتقديم كافة التسهيلات الممكنة لانتقال السلطة.
كما أعلنت المعارضة السورية سيطرتها على مبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق، حيث تم بث “بيان النصر”، في خطوة رمزية تؤكد إحكام السيطرة على العاصمة.
إسرائيل والجولان
وفي تطور لافت، شهدت مرتفعات الجولان السورية تحشيدًا عسكريًا كبيرًا من الجيش الإسرائيلي، شمل تجهيز الفرقة 98 ولوائي مظليين وكوماندوز.
ورغم التقديرات الغربية التي تشير إلى أن الأسد قد يكون تحت حماية روسية، لم تصدر إسرائيل تأكيدًا رسميًا بشأن مغادرة الأسد للأراضي السورية.
وعليه، ومع تضارب المعلومات حول وجهة الأسد ومصير النظام، تدخل سوريا مرحلة جديدة من التحولات السياسية والعسكرية، وسط ترقب إقليمي ودولي حذر.