February 10, 2025

تعثر تشكيل الحكومة وسط خلافات وضغوط خارجية

شهد قصر بعبدا، اجتماعًا ثلاثيًا ضمّ رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام. ورغم الأجواء التفاؤلية التي رافقت اللقاء، إلا أن التوافق على تشكيلة الحكومة لا يزال يواجه عقبات كبيرة، مما أدى إلى تعثر ولادتها في الساعات القليلة الماضية.

استمر الاجتماع الثلاثي لمدة ساعة ونصف، حيث برزت خلافات حادة حول إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على تسمية الوزير الشيعي الخامس في الحكومة الجديدة، وهو ما شكل نقطة تعثر أساسية في المفاوضات، وفقا للمعلومات المتداولة. كما طرح خلال اللقاء اسم القاضي عبد الرضى ناصر لتولي حقيبة التنمية الإدارية، إلا أن بري رفضه بشكل قاطع.

وبعد الاجتماع، أرسل الرئيس المكلف نواف سلام اسماً جديدًا بديلًا، غير لميا مبيّض، إلى بري، الذي طلب مهلة للرد، إلا أن التواصل مع قيادة حزب الله كشف عن رفضها أيضاً لإسم لميا مبيّض.

بالتزامن مع المفاوضات الداخلية، تزداد الضغوط الخارجية على مسار تشكيل الحكومة. فقد أفادت وكالة “رويترز” أن مبعوثة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مورغان أورتاغوس، ستصل إلى بيروت مساء اليوم الخميس، حاملةً رسالة صارمة إلى القادة اللبنانيين. وتشدد الرسالة الأميركية على أن واشنطن لن تتسامح مع النفوذ غير المقيّد لحزب الله في الحكومة، ملوحةً بعزلة دولية ودمار اقتصادي في حال عدم الالتزام بالإصلاحات واستبعاد الحزب من التشكيلة الوزارية.

وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن واشنطن لا تختار الوزراء بشكل فردي، لكنها تصرّ على استبعاد حزب الله من الحكومة الجديدة، مشيرًا إلى أن لبنان “يجب أن يواكب واقعًا جديدًا بعد هزيمة حزب الله”. من جانبه، صرح ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، بأن الإصلاح الحقيقي لا يمكن أن يتحقق بوجود شخصيات تابعة لحركة أمل، معتبرًا أن لبنان يحتاج إلى حكومة ذات سيادة خالية من الفساد.

في سياق متصل، كشف مصدر مقرب من الحكومة القطرية لـ”رويترز” أن الموقف القطري يتوافق مع المجتمع الدولي بشأن دعم لبنان، مشيرًا إلى أن أي مساعدات مالية أو استثمارات ستُقدَّم فقط بعد تطبيق الإصلاحات المطلوبة.

ورغم استكمال الاتصالات بعد انتهاء الاجتماع الثلاثي، لم تتضح حتى الآن أي مؤشرات على حلحلة قريبة قد تعيد الرؤساء الثلاثة إلى قصر بعبدا لمواصلة المشاورات. وأكدت معلومات “الجديد” أن واشنطن هددت بحجب أي دعم عن لبنان في حال مشاركة حزب الله في الحكومة، في حين تلقى نواف سلام اتصالًا من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومساعدته أورتاغوس، أبلغاه خلاله بالمحاذير الأميركية من إشراك الحزب في التشكيلة الوزارية.

وفي ظل هذا المشهد المتشابك، يبقى تشكيل الحكومة اللبنانية معلقًا بين الحسابات الداخلية والتوازنات السياسية، وبين الضغوط الخارجية التي تفرض نفسها بقوة على المشهد اللبناني، مما يزيد من تعقيد الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

المصدر : الملفات