تصعيد خطير واستهداف مكثف: المشهد الميداني في لبنان اليوم
شهد لبنان اليوم الجمعة سلسلة من الغارات الإسرائيلية المكثفة التي طالت مختلف المناطق، بدءاً من الجنوب وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والنبطية، في تصعيد خطير خلّف دمارًا كبيرًا وعشرات الشهداء.
بدأت الغارات منذ ساعات الصباح الأولى، حيث استهدف الطيران الحربي مباني في مناطق برج البراجنة، الطيونة، والحدث، بعد تحذير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي دعا سكان الغبيري إلى الإخلاء فورًا. وأفادت المعلومات بأن إحدى الغارات وقعت بالقرب من مبنى بلدية الغبيري. وتجددت الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت في ساعات الظهيرة، حيث استُهدفت مبانٍ في حارة حريك وساحة بلدة صير الغربية، ما تسبب بتدمير منازل ومركبات وأدى إلى دمار هائل.
لم يتوقف التصعيد عند الضاحية، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي منطقة المساكن الشعبية في محيط مدينة صور، وسط استنفار سيارات الإسعاف لنقل الشهداء والمصابين.
وفي بلدة شمع قضاء صور، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله، أسفرت عن إصابة آلية إسرائيلية أثناء محاولة تقدمها، وفقاً للمعلومات المتداولة.
في البقاع، ارتكب الطيران الإسرائيلي مجازر بحق المدنيين. ففي حي الشعب في مدينة بعلبك، استهدف مبنى سكنيًا مؤلفًا من طابقين، ما أسفر عن استشهاد ثمانية أفراد من عائلة واحدة وإصابة أكثر من 20 آخرين.
كما استهدفت غارة أخرى مركز الدفاع المدني في دورس عند مدخل بعلبك، ما أدى إلى سقوط 12 شهيدًا، من بينهم رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك، بلال رعد.
وأغار الطيران الحربي على منزل في بلدة طاريا، ما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين بجروح. وفي بلدة البزالية، سقط شهيد في استهداف منزل، في حين استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون في غارة على منزل عند مدخل بلدة سرعين الفوقا. كما سقط شهيدان في بلدة شمسطار، بالإضافة إلى ثلاثة شهداء وأربعة جرحى في غارتين متزامنتين على بلدة تمنين التحتا. كما نفذ الطيران غارات على منازل في بلدات الحفير، قليلة، وبوداي، مما خلف دمارًا واسعًا.
أما في النبطية، فقد كانت الغارات الأعنف منذ بداية العدوان. استهدف الطيران الحربي الأحياء السكنية والمراكز التجارية، حيث دُمر مركز تجاري كبير ومحيطه وسط المدينة. فقد جدد الطيران الحربي غاراته الجوية على المدينة فاستهدف حي السرايا، حي الميدان، حي المسلخ، بير القنديل وحي الراهبات، حي الجامعات وساحات النبطية الفوقا وحي الرويس ووسط النبطية في محيط القرض الحسن والسوق التجاري في المدينة، فيما يشبه زنار نار من الغارات الكثيفة والعنيفة على المدينة بلغت 10 غارات طاولت وسط المدينة جانب “ريفولي مول” ومحطة “الأمانة”. كما طالت الغارات سنتر “خياط”، السوق التجاري، وحي الرويس، ما أدى إلى اسشتهاد عدد من المواطنين بينهم أفراد من عائلة منصور.
وامتد القصف إلى مناطق جنوبية واسعة شملت بلدات يحمر الشقيف، الطيبة، زيتا، قناريت، عنقون، وجباع. كما استهدفت الغارات مركزًا للهيئة الصحية الإسلامية في عربصاليم، ما أسفر عن استشهاد ستة مسعفين أثناء أداء واجبهم الإنساني.
اليوم كان مشهدًا مأساويًا يضاف إلى المشاهد التي يعيشها اللبناني منذ أكثر من 40 يومًا، حيث تصاعدت ألسنة اللهب وسط أنقاض المباني المدمرة، في حين تستمر الجهود لإخلاء الشهداء وإنقاذ المصابين.
يبقى السؤال: إلى متى يستمر هذا التصعيد الذي يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء؟
المصدر : الملفات