February 10, 2025

تصعيد أمني خطير على الحدود: حاويك في قلب المواجهة

تشهد بلدة حاويك السورية، المتداخلة مع الحدود اللبنانية، تصعيدًا أمنيًا غير مسبوق، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة خلال الساعات الماضية بين قوات الأمن العام في الإدارة السورية الجديدة ومجموعات مسلحة، وسط استخدام مكثف للأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما جعل المنطقة تعيش حالة من التوتر المستمر.

منذ وصولها إلى المنطقة في الثامن من كانون الأول الفائت، تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى فرض سيطرتها الكاملة على المعابر الحدودية غير الشرعية، والتي لطالما شكّلت شريانًا حيويًا لعمليات التهريب بين لبنان وسوريا. ومع اشتداد المواجهات، صعّدت القوات السورية من عملياتها العسكرية، مستهدفة مواقع المسلحين في حاويك عبر قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون من قرية هيت المجاورة. هذا التحرك العسكري يهدف إلى إقامة حواجز متقدمة وتعزيز النفوذ في المنطقة، وسط مقاومة من بعض الأهالي الذين يرفضون هذه الخطوة.

وفي تطور لافت، وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة يوم الأربعاء، وفق ما أكده مصدر قيادي في الإدارة السورية الجديدة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو تأمين الشريط الحدودي وإحكام السيطرة على خطوط التهريب. تبرز رواية أخرى تفيد بأن الهدف الحقيقي من هذه العملية هو إخلاء المنطقة من عناصر حزب الله وتأمين الحدود.عمليات التمشيط توسعت لتشمل بلوزة، الفاضلية، أكوم، والجرود، وصولًا إلى الحدود اللبنانية، وسط مشاركة دبابات، مدرعات، وطائرات مسيرة، في خطوة تعكس الجدية الكبيرة في إعادة رسم المشهد الأمني على هذه الجبهة الحساسة.

لم تبقَ المواجهات محصورة داخل الأراضي السورية، حيث امتدت تداعياتها إلى الجانب اللبناني، وتحديدًا في منطقة الهرمل. ووفق مصادر محلية، سمعت أصوات إطلاق نار متبادل بين عشائر زعيتر وجعفر في الهرمل وهيئة تحرير الشام داخل سوريا، نتيجة الامتداد الجغرافي للعشائر بين البلدين.

كما أكدت مصادر إعلامية أن جسمًا متفجرًا، يُعتقد أنه صاروخ، سقط في بلدة القصر اللبنانية، ما يعكس تصاعد المخاطر واحتمالية امتداد المواجهات إلى الداخل اللبناني، في وقت تزداد فيه التوترات على طول الحدود المشتركة.

تعتبر حاويك واحدة من القرى الحدودية الأكثر حساسية، نظرًا لتداخلها الجغرافي مع الأراضي اللبنانية ووجود سكان من أصول لبنانية داخلها. تاريخيًا، كانت البلدة تضم مجتمعًا متنوعًا من السنة والشيعة، إلا أن النزاعات المستمرة أدت إلى نزوح عدد كبير من سكانها السنة نحو مخيمات عرسال اللبنانية، ما غيّر التوازن الديمغرافي في المنطقة. اليوم، باتت البلدة مسرحًا لصراعات النفوذ والسيطرة، وسط تساؤلات عن مستقبلها ومصير سكانها.

ومع استمرار العمليات العسكرية وارتفاع منسوب التوتر الأمني، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل المشهد الحدودي، وهل ستنجح الادارة السورية الجديدة في فرض سيطرتها الكاملة؟ وما انعاكاسات هذه المواجهات على الداخل اللبناني؟

المصدر : الملفات