بين الخوف وعدم الاستسلام.. هل تُدمّر الحرب مهرجانات صيف لبنان؟
خاص – موقع “الملفات”
بالرغم من الأوضاع الأمنية والسياسية التي يواجهها لبنان، والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة بحرب شاملة في ظلّ القصف المستمر لقرى الجنوب والبقاع مع ما يرافقها من ضغوطات خارجية، فإنّ معظم المناطق اللبنانية بدأت تستعد لإحياء المهرجانات الفنية والدولية السنوية، والتي تُعد من أبرز وأهم النشاطات السياحية والثقافية خلال فترة الصيف.
ووسط شكوك حول إمكانية إقامة بعض المهرجانات في ظل الظروف الأمنية، أكدت رئيسة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دوفريج، في حديث لموقع “الملفات” أنه ” مبدئياً فإن الوضع الأمني الحالي لا يسمح بإحياء مهرجانات هذه السنة وتحديداً في مدينة بعلبك التي تتعرّض بين الحين والآخر لغارات جوية، ولذلك ليس لدينا قرار واضح حتى الآن فيما إذا كان المهرجان سيُقام في آواخر شهر آب، إذ نتمنى أن تكون الأمور قد تحسنّت والأوضاع الأمنية أصبحت أفضل من ما هي عليه، لأننا نأمل أن نقيم سهرة ضخمة تكون رسالتها خاصة تناسب الأوضاع التي نعيشها حالياً”.
أمّا صيف بيروت، فيبدو أنه حافل بامتياز، إذ قال رئيس لجنة مهرجان أعياد بيروت، أمين أبي ياغي في حديث لموقع “الملفات”: “لن نتوقف عن بثّ الفرح ونعمل من أجله رغم كل الظروف الصعبة”.
وأوضح أن القرار اتُخذ بإقامة أعياد بيروت هذا الصيف من خلال إحياء 7 حفلات، وكل التجهيزات باتت مكتملة”.
وكشف أبي ياغي أن “عدداً من الفنانين العرب سيتوافدون إلى بيروت بدءاً من منتصف تموز المقبل”.
وإلى البترون، حيث لفتت المسؤولة الإعلامية لمهرجانات البترون الدولية يارا حرب، في حديث لموقع “الملفات”، إلى أنهم كانوا “أمام خيارين: إما الإلغاء أو الاستمرارية، وبما أن شعارنا حب الحياة، اخترنا الاستمرارية تعبيراً عن عدم الاستسلام ويمكننا القول إن الحجوزات حتى الساعة أكثر من جيدة”، مشيرةً إلى أن “هذه ليست المرة الأولى التي يعيش فيها اللبنانيون ظروفاً أمنية صعبة، ولكن دائماً كانوا يرفضون الاستسلام “.
وذكّرت بأنهم عملوا لسنوات طويلة ” بهدف جعل البترون على الخارطة السياحية، وباتت جاهزة لاستقطاب اللبنانيين والضيوف وكل من يزور لبنان، وستبدأ النشاطات من الأسبوع الأول لشهر تموز المقبل وستنتهي بـ 8 أيلول”، كاشفةً عن برنامج المهرجانات الذي سيحمل نشاطات غنية ومتنوعة بين عروض موسيقية وحفلات لفنانين من لبنان والأردن وسوريا.
من جانبه، قال المحامي روفاييل صفير، المسؤول عن مهرجانات مدينة جبيل الدولية إن “إصرارنا هذا العام على إقامة المهرجانات ينبع من حرصنا على بثّ الفرح في قلوب اللبنانيين”، كاشفاً عن أن “المهرجانات ستبدأ في 18 تموز بعروض راقصة وموسيقية وغيرها من الفقرات الجميلة والمتنوعة”.
وأشار صفير إلى أن “الاعتماد حالياً على الجمهور اللبناني، الذي هو بأمس الحاجة إلى الفرح، بالإضافة إلى اللبنانيين الذين يتوافدون من بلاد الانتشار”. وقال: “بيع التذاكر يتراجع أحياناً بسبب الأخبار التي يتم تداولها و التي تهدف إلى بث الشائعات وزرع الخوف بقلوب اللبنانيين، إلا أن الإصرار يبقى سيد الموقف، والمواطن اللبناني يُحب أن يعيش وأن يستمتع بكل فرصة يجدها في الحياة”.
لبنان يمرّ حالياً بأصعب مرحلة والتحديات كبيرة، لكن الشعب اللبناني يرفض الاستسلام للواقع المرير الذي يعيشه أو للحروب التي فُرضت عليه، وما إقامة المهرجانات هذا العام إلّا دليل على أن لبنان لا يزال يتنفّس ولا شيء سيهزم عزيمته للحياة.
المصدر : خاص – موقع “الملفات”