September 24, 2024
\

باسيل في مأزق.. وماذا طلبت السعودية من جعجع؟

يبدو أن جميع الملفات اللبنانية ومن ضمنها ملف رئاسة الجمهورية قد تم تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، ذلك أن جميع المبادرات، ومنها مؤخرًا تلك التي أطلقتها المعارضة، إما لقت حتفها قبل انطلاقها، أو لم تأتِ بنتيجة ملموسة قادرة على الخروج من الأزمة. وقد شهدت مبادرة المعارضة تعثرًا، لاسيما خلال اجتماع نوابها باللقاء الديمقراطي الذي كان له موقفاً واضحاً من المبادرة لكونها تشبه تلك التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري. 
 
كثرت المبادرات والنتيجة واحدة والجواب واحد لا رئيس من دون حوار. إذ إن خارطة الطريق التي أعلنها نواب المعارضة، تدور في حلقة مفرغة لتعبئة الوقت الضائع، لأنهم يدركون أن المرحلة لا زالت صعبة ومعقّدة دولياً وإقليمياً، ولا حديث جدّي إلا بعد انتهاء الحرب على غزة.
 
بالتوازي، يبدو أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لا يقوى على مخاصمة “الثنائي الشيعي”، فالعلاقة بين عين التينة وميرنا الشالوحي عادت إلى الواجهة من جديد، مع عودة المياه إلى مجاريها، فهل نشهد اتفاقاً بين الطرفين ينتج عنه انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل من صفقة تلوح في الأفق لإنجاز هذا الاستحقاق؟ وما حقيقة طلب السعودية من جعجع رفض الحوار؟ 
 
مأزق يحيط بباسيل
 أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور أن “باسيل لم يتخل عن تقاطعه مع المعارضة بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وهو مازال يؤكد ذلك بشكل دائم، بالمقابل، يحاول منذ اللحظة الأولى فتح قنوات مع “الثنائي الشيعي” من أجل الاتفاق معهم على مرشح غير سليمان فرنجية، ولكن لسوء حظه، أن الثنائي ما زال حتى اللحظة يتمسك ويتصلب بموقفه، لذا فإن باسيل في مأزق على هذا المستوى”. 
وتابع: “إذا قبل الثنائي بالتقاطع على اسم غير فرنجية فسيتخلّى باسيل عن المعارضة”، مشدداً على “عدم وجود أي صفقة، طالما أن الثنائي بتمسّك بمرشحه”. ولفت إلى أن “هناك لقاءات بين المعارضة والتيار الوطني الحر والأمور لم تتوقف”. 
 
آلية غير دستورية
 وفي الإطار، كشف جبور أن “كل هذه المبادرات تؤكد أن المعطل هو واحد، من مبادرة الاعتدال إلى مبادرة المعارضة وجولة اللقاء الديمقراطي الأولى، وهو الثنائي الشيعي، فالمعارضة رشحت ميشال معوض، ثم تقاطعت على جهاد أزعور، وهي بالتالي منفتحة على التشاور وعلى الخيار الثالث، فيما الفريق الآخر لا يريد التخلّي عن مرشحه وعاجز عن إيصاله، ويرفض الخيار الثالث ويرفض فتح مجلس النواب”. واعتبر أن “أهمية هذه المبادرات أنها تكشف أكثر فأكثر لمن لم يتأكد بعد أن فريق الممانعة يُعطّل الانتخابات الرئاسية، ويُعطل أي فرصة للوصول إلى الرئاسة”. 
وفي السياق، اعتبر جبور أن “آلية الرئيس بري غير دستورية، ولا يوجد نص دستوري يؤكد إلزامية الحوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية”. ورأى أن “مبادرة المعارضة أتت لتقول أن هناك الكثير من المقاربات والخيارات لإيصال رئيس للجمهورية ضمن الدستور ولا تكن انقلابية عليه”. 
 
طلب سعودي بعدم الحوار؟
وعن اتهام البعض بأن السعودية هي التي طلبت من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عدم القبول بالحوار، أشار جبور إلى أن “ما يقوله البعض لا يستحق الردً، فالسعودية لا تطلب من أحد أي شيء، لاسيما وأنها ضمن الخماسية ومتمسكة بالانتخابات الرئاسية وفق الدستور وهي مشكورة على ذلك”. 
كما لفت جبور إلى أن “ملف رئاسة الجمهورية مُحتجز في حارة حريك ويحتجزه السيد حسن نصر الله شخصياً بسبب حربه دعماً لغزة”، وقال: “الكلام الأكثر دقة هو أن ملف الرئاسة محتجز في حارة حريك من قبل طهران، إذ تعتبر إيران أن ورقة رئاسة الجمهورية هي ورقة إقليمية تفاوض عبرها مع الولايات المتحدة الأميركية ولا تريد التنازل عنها مجاناً”، لافتاً إلى أن “هذا الكلام كان قبل طوفان الأقصى ومن ثم ارتبطت هذه الورقة في الحرب على غزة وجنوب لبنان”.
 

المصدر : خاص “الملفات” – ميلاد الحايك