November 13, 2024

القمة العربية تحذر من خطورة التصعيد.. وميقاتي: تكرّموا بمساعدة لبنان!

عُقدت القمة الإسلامية العربية الطارئة في الرياض بمشاركة قادة وزعماء من مختلف الدول العربية والإسلامية لتدارس تداعيات التصعيد الإسرائيلي الأخير في كل من قطاع غزة ولبنان، وللتباحث حول سبل التنسيق العربي والدولي للحد من الانتهاكات المتزايدة في المنطقة. تأتي هذه القمة في أعقاب القمة المشتركة التي عُقدت في نوفمبر الماضي، حيث تم التأكيد مجددًا على الالتزام بقراراتها الداعية إلى التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ودعم القضية الفلسطينية.

أكدت القمة في بيانها الختامي على ضرورة إنهاء تداعيات “العدوان الإسرائيلي” على المدنيين، والاستمرار بالتنسيق مع المجتمع الدولي لوضع حد لـ “الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”، محذرة من خطورة التصعيد وما يحمله من تداعيات على الأمن الإقليمي والدولي، وتوسع “العدوان” الذي امتد ليشمل لبنان وانتهاك سيادة دول أخرى في المنطقة، دونما إجراءات حاسمة من الأمم المتحدة.

في كلمته الافتتاحية، دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وأدان “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مشددًا على ضرورة “احترام سيادة إيران” والتوقف عن مهاجمة أراضيها. وأكد أيضًا على عدم الانتقاص من دور السلطة الفلسطينية، وأهمية إقامة “الدولة الفلسطينية المستقلة”، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لحشد الدعم الدولي لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، تناول في كلمته التحديات التي يواجهها لبنان جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، موضحًا أن لبنان يعاني من انتهاكات صارخة تزيد من التحديات الداخلية المعقدة. أشار ميقاتي إلى أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن خسائر فادحة، حيث تجاوز عدد الضحايا أكثر من ثلاثة آلاف شهيد، ونزح حوالي مليون ومئتي ألف لبناني خلال ساعات معدودة. وقد بلغت الأضرار، وفقًا لتقديرات البنك الدولي، نحو 8.5 مليار دولار، منها 3.4 مليار دولار تشمل تدمير مساكن، بالإضافة إلى خسائر في قطاعات الصحة والتعليم والزراعة.

كما دعا ميقاتي الدول الشقيقة إلى التكرم بمساعدة لبنان والاستمرار بإرسال المساعدات الغذائية والصحيّة والإنسانية، مشيرًا إلى نية إنشاء صندوق تمويلي تحت إشراف أممي لإعادة الإعمار في لبنان. ودعا إلى تفعيل القرار 1701، ووقف إطلاق النار في غزة، وتطبيق حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام.

من جانبه، عبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن استنكار بلاده للتصعيد الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، وأكد أن مصر ترفض جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. وأوضح أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار.

بدوره، دعا العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى تحرك دولي لكسر الحصار عن غزة وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة. كما طالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لوقف الانتهاكات في القدس وإنهاء الحرب على غزة ولبنان بشكل فوري.

استعرض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الوضع في غزة، موضحًا أن الاعتداءات الإسرائيلية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مطالبًا مجلس الأمن بمنح فلسطين العضوية الكاملة وتقديم الدعم الدولي لوقف العدوان وتأمين احتياجات الشعب الفلسطيني الأساسية.

جاءت القمة لتعزز التعاون العربي والإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة، مؤكدة على رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة دعم القضية الفلسطينية واحترام سيادة الدول، لضمان الاستقرار في المنطقة.

المصدر : رصد الملفات