السعودية متصلبة في موقفها.. رئيس سيادي لا ينتمي إلى الممانعة
لبنان محكوم سياسيا واداريا بلعبة التعطيل فلا المجلس النيابي يلتئم كهيئة ناخبة لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا حكومة تصريف الاعمال اذا قدر لها ان تجتمع قادرة على توفير المعالجات، ولا العاملون في القطاع العام المضربون منذ اشهر كانوا منتجين في الاصل، ومع ذلك فهذا لا يعني ان هناك شيئا يتحرك بدفع من الخارج اذ يلاحظ رغم ذلك عودة اسماء مرشحين رئاسيين غير محسوبين على اي فريق سياسي الى البروز وسط مؤشرات تدل الى ان موازين القوى الخارجية والداخلية تدفع باتجاه انتخابات رئاسية تشكل مدخلا لترتيب البيت اللبناني بالتزامن مع ترتيب الاوضاع في المنطقة. وبالتالي فان الانظار تترقب من الان فصاعدا ماهية الخطوة القطرية التالية اضافة الى ما قد ينجم عن الترجمات العملية للاتفاق السعودي – الايراني في ساحات النزاع .
ووسط كل هذا فان القوى السياسية في لبنان ما زالت على موقفها ولكن الحراك الخارجي في اتجاه لبنان يتكثف وكأن هناك ارادة لتسريع وتيرة الانتخابات الرئاسية انطلاقا اولا من الدخول القطري على الخط الرئاسي بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، وثانيا كسر حدة الانقسام المسيحي في خلوة بيت عنيا، وثالثا ترسيخ الاتفاق السعودي – الايراني وتسريعه بلقاء وزيري خارجية البلدين في الصين.
عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبداله يقول: ان لبنان ليس من ضمن دائرة الاهتمام العالمي فالولايات المتحدة كما اوروبا مشغولة بالحرب الروسية – الاوكرانية وتداعياتها، في حين ان المنطقة وتحديدا دول الخليج تعمل وايران على تسوية الخلافات التي سادت بينهما لعقود، الامر الذي يوجب علينا مواكبة المتغيرات والتفاهمات بالاسراع في التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تطبيق خطة نهوض، لأن الاستمرار في التصلب والتعنت الحاصلين سيؤدي الى سقوط البلد نهائيا.
ويتابع: حاول رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط القيام بتقريب وجهات النظر وتضييق شقة الخلاف بين الفرقاء وكانت له عدة مبادرات في هذا السياق ولم يفلح، لكن ذلك لم يثبط من عزيمته وهو مستمر في حراكه لقناعة لديه بوجوب انتخاب الرئيس الجديد قبل انتهاء ولاية حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الذي من شأن شغور منصبه ان يزيد الازمة صعوبة وتعقيدا”.
ويختم آملا في نجاح المساعي الفرنسية والقطرية الناشطة على خط حل الازمة لافتا الى ان السعودية متصلبة في موقفها لجهة الاتيان برئيس سيادي لا ينتمي الى محور الممانعة ومعتبرا ان تغيير باريس موقفها الداعم لترشيح فرنجية اسهل من عودة الرياض عن المواصفات التي وضعتها للرئيس العتيد، لذا بات من الضروري الذهاب رئاسيا الى ما يسمى الخيار الثالث كون لبنان بلد التسويات ولا يقوم الا على التفاهمات.
المصدر :المركزية – يوسف فارس