أشاد رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، بالدور الذي تضطلع به فرنسا في دعم لبنان بمواجهة التحديات الراهنة، مشيرًا إلى أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، نقل رسالة واضحة تؤكد ضرورة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، والمضي قدمًا في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وأكد الرئيس أن الحكومة باشرت العمل لتحقيق هذه الاتفاقات في أسرع وقت، لافتًا إلى أن “الوقت ليس في صالحنا ولا نملك ترف إضاعته”. وجدّد التزام لبنان بتنفيذ الإصلاحات لكسب ثقة المجتمع الدولي والمساهمة في إنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية وإعادة إعمارها، مؤكدًا أنه “لا خيار آخر أمامنا”.
وفي ما يخص مسألة حصر السلاح بيد الدولة، شدد الرئيس عون على أن الجيش اللبناني يواصل القيام بمهامه في الجنوب، وأن الدولة ملتزمة بتطبيق القرار 1701، مشيرًا إلى أن حزب الله يتعاون في هذا الإطار. وأوضح أن حسم موضوع السلاح سيتم ضمن إطار استراتيجية الأمن الوطني، والتي تنبثق عنها الاستراتيجية الدفاعية، مؤكّدًا أن الأولوية الآن للجنوب، على أن تُطرح المرحلة التالية ضمن توافق لبناني وحوار داخلي، معتبراً أن وحدة اللبنانيين هي الأساس في هذا الملف.
وفي ما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي الأخير، أوضح الرئيس أن إسرائيل هي من تبادر دائمًا إلى خرق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى استمرارها في احتلال خمس نقاط حدودية وعدم إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. وأكد ضرورة استمرار لجنة المراقبة في عملها، مع إمكانية تشكيل لجنة مشتركة عسكرية-مدنية تضم خبراء وفنيين لحل النقاط الثلاث عشرة العالقة على الخط الأزرق، أسوة بما حصل في ترسيم الحدود البحرية، مشددًا على ضرورة التزام إسرائيل بوقف خروقاتها، والانسحاب من النقاط الخمس، وإطلاق الأسرى للوصول إلى حلول.
أما بشأن اتفاقية سلام أو تطبيع مع إسرائيل، فأكد رئيس الجمهورية أن هذا الموضوع “غير مطروح حالياً”، موضحًا أن ما هو مطروح فقط هو انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، وإطلاق سراح الأسرى، وحل النزاعات الحدودية، باستثناء مزارع شبعا التي تتطلب مقاربة خاصة. وأكد أن موقف لبنان من مسألة السلام يأتي في إطار المبادرة العربية للسلام، التي انبثقت عن قمة بيروت 2002، وتم التأكيد عليها في قمة الرياض الأخيرة.
وفي ما يتعلق بالحدود اللبنانية-السورية، كشف الرئيس عون أنه بحث مع الرئيس السوري الشرع، على هامش القمة العربية في القاهرة، مسألة ترسيم الحدود بين البلدين لضبط التهريب وحل الإشكالات. وقال إنه اقترح تشكيل لجان مشتركة لبدء عملية الترسيم، بدءًا من الشمال الشرقي وصولًا إلى مزارع شبعا، مشيرًا إلى انتظار تشكيل الحكومة السورية للمضي قدمًا بهذا الملف. كما أشار إلى أن حادثة الحدود الأخيرة وقعت نتيجة اشتباكات مع مهربين، وقد تم إصدار بيان توضيحي بهذا الشأن، كاشفًا أن الاجتماع المزمع عقده بين الجانبين سينتقل إلى المملكة العربية السعودية بناءً على رغبة سعودية.
جاءت تصريحات الرئيس خلال مقابلة تلفزيونية أجراها معه الصحافي ميشال الكك، رئيس تحرير الأخبار في محطة France 24، وذلك عشية توجهه إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.