December 23, 2024

“التيار” ينهار والاستقالات مستمّرة… وتحذيرات من الـ”فيتو” على كنعان 

خاص “الملفات” – ميلاد الحايك

 لا شك أن رئيس تيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل يُدرك أكثر من غيره أن كتلته النيابية أصبحت أضعف مما كانت عليه من قبل، سواء من حيث اعتبارها الكتلة الأكبر مسيحياً أو من حيث التمثيل الشعبي، وذلك بعد إعلان كل من نوابه المميزين والمناضلين في التيار الوطني الحر إبراهيم كنعان، ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الآن عون وسيمون أبي رميا انسحابهم من التيار.

لكل شخص من هذه الأسماء الأربعة تاريخ مهم وحافل وإنجاز قام به خلال مسيرته الحزبية، وأهمّها المبادرة والاتفاق الذي قام به النائب إبراهيم كنعان مع النائب ملحم الرياشي وانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. كذلك الأمر بالنسبة للنائب الياس بوصعب الذي استلم وزارة الدفاع ووزارة التربية والتعليم العالي فحافظ عليهما وعمل بكل شفافية، فهل هكذا يكون ردّ الجميل؟

ما يجري مؤخراً في صفوف التيار يطرح جملة تساؤلات حول مصيره، بعد خروج أهم أركانه، وأهمها الشق المتعلّق بلجنة المال والموازنة التي يرأسها كنعان.

فيتو على كنعان؟!

في السياق، قالت مصادر مقرّبة من التيار الوطني الحر لموقع “الملفات” إن “خروج النائب إبراهيم كنعان من التيار خسارة وسيؤثّر كثيراً على أداء التيار في المرحلة المقبلة، خاصة أن كنعان يتمتّع بخبرة وكفاءة عالية في عمله ومعروف بنظافة كفيه”.

واعتبرت المصادر نفسها أنه “إذا وضع التيار فيتو على كنعان في انتخابات اللجان وخاصة لجنة المال والموازنة، فسيتأثر هذا المنصب كثيراً خصوصاً أن الحكومة ستبدأ بمناقشة موازنة 2025 قريباً، والتي كان لكنعان دور أساسيّ ومهمّ في متابعة تفاصيلها”.

وسألت المصادر: “ماذا كان حلّ بنا لو بقيت موازنة 2024 على حالها مليئة بالضرائب العشوائية التي كانت تمسّ بجيوب الناس؟ وما بالكم ماذا سيحلّ بموازنة 2025 إذا لم يكن هناك شخص كفوء ومطلع ومهتم بمصالح الناس؟”.

وأضافت: “كما أن الوضع تراجع والأزمات تراكمت، فماذا ستشهد موازنة 2025 في حال تغيّب كنعان عن هذا المنصب؟”. ونبّهت المصادر “من التهوّر الذي قد يُقدم عليه التيار في حال تم وضع فيتو على كنعان والانتقام منه بسبب تقديم استقالته”.

إنشاء كتلة جديدة.. والامتحان الصعب في الانتخابات المقبلة

وكشفت المصادر أن “هناك اجتماعات لإنشاء كتلة جديدة تضم نواب حالين وسابقين وستفوق الـ 20 نائباً ولكن الموضوع قد تأجل”.

ورأت المصادر أن “خروج 4 نواب يُفقد التأثير الحاسم لتيار الوطني الحر كتكتل مسيحي قوي، وهذا من شأنه إعطاء الأولوية لحزب القوات اللبنانية التي أصبحت الكتلة المسيحية الأكبر”، لافتةً إلى أن “خروجهم أفقد التيار قوته الحاسمة في الانتخابات الرئاسية لكونه الأكثر تمثيلاً في الشارع المسيحي، وهناك احتمالية كبيرة باستقالة بعض النواب من التكتل”.

كذلك، اعتبرت المصادر أن “خروج النواب من التيار الوطني الحر لا يعني خروجهم من المبادئ التي يؤمنون بها، بل هم متمسّكون بهذه المبادئ، لكن التيار هو الذي خرج عنها، وبالتالي ليس هناك أي تبدّل في الآراء السياسية لهؤلاء لاسيما في هذه المرحلة”.

وذكّرت المصادر بأن هذا “التكتل كان حليفاً قويّاً لحزب الله الذي لم تعد لديه رغبة بإعادة تقوية هذا التحالف، لأنه يجد أن هذا التيار يضعف ويتحلّل والامتحان الصعب سيكون له في الانتخابات المقبلة العام 2026، لأن هناك الكثير من الأولويات والتحالفات قد تبدّلت عند القوى أو حتى في الشارع المسيحي، وبالتالي إن هذه الاستقالات ستؤثّر على قوّة التيار وحجمه النيابي وليس في المسار الرئاسي والانتخابات الرئاسية”.

تنويه: ” الملفات”  لا يتبنى أي موقف سياسي أو وجهة نظر؛ بل هو مساحة متاحة للجميع للتعبير بحرية

المصدر : خاص “الملفات” – ميلاد الحايك