ابنة الأربع سنوات تفارق الحياة داخل الحضانة… التفاصيل الكاملة! 

في حادثة مأساوية هزّت لبنان وأعادت فتح ملف الرقابة على دور الحضانة، توفّيت الطفلة الرضيعة كارول وليد أبو موسى، البالغة من العمر أربعة أشهر، داخل حضانة خاصة في ذوق مصبح، وسط ظروف لا تزال ملتبسة وتخضع لتحقيق أمني وقضائي يهدف إلى كشف ملابسات هذا الحادث المؤسف ومحاسبة المسؤولين في حال ثبت وجود تقصير أو إهمال.

وفي ظل تزايد الروايات والإشاعات المتداولة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد مصادر “الملفات” أنه لا يمكن الأخذ بأي معلومات غير صادرة عن الجهات الرسمية، بانتظار ما ستكشف عنه التحقيقات الطبية والقضائية والتي ستُبنى عليها الإجراءات اللازمة.

الروايات المتداولة والوقائع الطبية الأولية

فور انتشار الخبر الصادم، تعددت الروايات غير الرسمية حول ملابسات الوفاة، حيث أُشير في إحداها إلى احتمال تعرض الطفلة لسكتة قلبية مفاجئة، غير أن هذا الادعاء بقي من دون أساس طبي موثوق. في المقابل، تحدثت روايات أخرى عن احتمال تعرّضها لحالة اختناق أثناء تناولها الحليب، ما تسبب بتوقف التنفس وتدهور حالتها بشكل سريع. وفي الحالتين، يوضح موقع “الملفات” أنه لا يتبنى أي رواية باستثناء ما تثبته التقارير الطبية الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة. 

بالعودة إلى التفاصيل : يتبيّن ما يلي: نُقلت الطفلة عند الساعة 8:50 صباحًا بواسطة عناصر الدفاع المدني إلى مستشفى سيدة لبنان، حيث استقبلها طبيب الطوارئ الدكتور إبراهيم جميل عواضه، وبحسب ما كشفته عائلة الطفلة، فإن تقرير الطبيب يؤكد أن كارول كانت بلا نبض وزرقاء اللون. حاول الفريق الطبي إنعاشها لمدة 45 دقيقة، استعادت خلالها لونها، لكنها لم تستعد نبض قلبها، ليُعلن عن وفاتها رسميًا عند الساعة 9:38 صباحًا.

تشير عائلة الطفلة، استنادًا إلى ما ورد في التقارير الطبية، إلى أن سبب الوفاة المباشر هو توقف التنفس الناتج عن حالة اختناق سبّبها ارتداد الحليب من المعدة إلى البلعوم، مما أدى إلى انسداد مجرى التنفس. كما أفادت العائلة أن هذا السبب أكده تقرير الطبيب الشرعي الدكتور نادر حبيب الحاج. ووفق ما تم تداوله، فإن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الممرضة لم تكن متواجدة في الحضانة لحظة وقوع الحادث، ما أثار تساؤلات حول مدى توافر شروط الرقابة والإشراف داخل المؤسسة. وقد باشرت الأجهزة الأمنية التحقيقات بإشراف القضاء المختص، حيث تم الاستماع إلى إفادات صاحبة الحضانة والمربية المسؤولة عن الطفلة. وتجدر الإشارة إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة، وتشمل مراجعة ظروف الرعاية داخل الحضانة، من ضمنها التحقق مما إذا كانت الممرضة موجودة في تلك اللحظة.

بيان وزارة الصحة وبيان العائلة

أصدرت وزارة الصحة العامة بيانًا عبر مكتبها الإعلامي، أعلنت فيه أنه بناءً على توجيهات وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين تم اتخاذ قرار بالإقفال المؤقت للحضانة كإجراء احترازي، إلى حين انتهاء التحقيقات، وإحالة الملف إلى الجهات المختصة لفتح تحقيق رسمي لتحديد المسؤوليات. وأكدت الوزارة أنها تتابع التحقيقات بجدية وتترقب نتائجها لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

من جهتها، أصدرت عائلة الطفلة بيانًا أوضحت فيه تفاصيل الحادثة مؤكدة ما ذكر أعلاه، وبأن وفاة الطفلة ناتجة عن اختناق بالحليب وفق ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي، ودعت إلى محاسبة كل من تسبب بهذا الإهمال الجسيم، لاسيما أن الرضيعة كانت تحت إشراف الحضانة التي من المفترض أن تكون بيئة آمنة للأطفال.

رحيل كارول ليس مجرد فاجعة عائلية، بل مأساة وطنية تستوجب المحاسبة والمساءلة، وإعادة تقييم شاملة لمنظومة الرقابة على الحضانات في لبنان. وبينما تنتظر العائلة ومعها الرأي العام نتائج التحقيقات، يبقى الأمل أن تشكّل هذه الحادثة المفجعة نقطة تحوّل نحو حماية أكثر صرامة للأطفال من الإهمال واللامبالاة.

موقع “الملفات” يتقدّم بأحرّ التعازي لعائلة الطفلة، راجيًا أن ينال هذا الملف ما يستحق من عدالة وشفافية. 

المصدر : الملفات