December 23, 2024

يوم ثانٍ من الرعب: لبنان يهتز مجددًا بموجة انفجارات وسقوط مئات الجرحى

شهد لبنان لليوم الثاني سلسلة من التفجيرات التي طالت هذه المرة أجهزة الاتصال اللاسلكية، مما خلف أضراراً جسيمة وإصابات واسعة النطاق في عدد من المناطق الجنوبية، البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. ففي مشهد غير مسبوق، تجددت الانفجارات بعد يوم واحد فقط من تفجير أجهزة البيجر، مما أدى إلى موجة من الهلع والقلق بين المواطنين.

ما زاد من خطورة الوضع هو أن بعض التفجيرات وقعت داخل منازل تعود لعناصر من حزب الله، مما رفع منسوب التوتر. الهجمات استهدفت أجهزة لاسلكية من نوع “ICOM V82” التي تم توزيعها على عناصر الحزب قبل حوالي خمسة أشهر. وبينما كان الأهالي يتعاملون مع صدمة اليوم الأول، وقعت كارثة جديدة أثناء تشييع أحد الضحايا في الضاحية الجنوبية، حيث انفجرت أجهزة لاسلكية بين المشيعين، مما أدى إلى إصابات جديدة بين الحشود.

ووفقاً للتقارير الأولية، فإن إسرائيل تقف وراء هذه التفجيرات المتتالية، حيث فجرت آلاف الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان. وإذا صحت هذه التقارير، فإننا نشهد تصعيداً غير مسبوق في الحرب الخفية بين إسرائيل وحزب الله، مما يفتح الباب أمام مواجهة محتملة في الأيام القادمة. بعض المصادر تشير إلى أن الانفجارات تمت نتيجة اختراق شبكة اتصالات حزب الله، حيث بثت موجات ذات تردد مرتفع أدت إلى تفجير الأجهزة عن بعد.

حتى اللحظة، لم يتم إحصاء العدد النهائي للضحايا، لكن التقارير الأولية تتحدث عن أكثر من 300 جريحاً، و9 شهداء. سيارات الإسعاف تواصل التحرك في شوارع الضاحية الجنوبية، بينما تعمل فرق الصليب الأحمر على الاستجابة للطوارئ في مناطق مختلفة، بما في ذلك الجنوب والبقاع، وسط مخاوف من وقوع المزيد من الانفجارات.

لم تتوقف الانفجارات عند الأجهزة اللاسلكية فحسب، بل طالت، بحسب المعلومات المتداولة والتي لم يتم التأكد من صحتها بعد، معدات تقنية أخرى لا علاقة لها بالاتصالات المباشرة، مثل الهواتف، وأجهزة البصمة، وحتى الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم. ووفقاً للرواية الأولية، زادت هذه الهجمات من تعقيد الموقف، حيث بات من الصعب التنبؤ بما قد يحدث في الساعات أو الأيام المقبلة.

وفي تصعيد إضافي، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على بلدة كفركلا وأطراف بلدة حلتا، مما يزيد من حالة التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. هذه الغارات تأتي في ظل موجة التفجيرات التي تضرب الداخل اللبناني، مما يشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على حزب الله لا يقتصر على عمليات تفجير الأجهزة اللاسلكية فحسب، بل يتسع ليشمل ضربات عسكرية مباشرة.

ما يحدث في لبنان ليس مجرد سلسلة من التفجيرات العشوائية، بل هو جزء من عملية استخباراتية معقدة تهدف إلى إضعاف بنية حزب الله الأمنية. فمع تزايد الهجمات والغارات الجوية، يخشى كثيرون أن يكون لبنان قد دخل مرحلة جديدة من التصعيد الأمني قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على البلاد والمنطقة.

المصدر : خاص – موقع “الملفات