من المنزل إلى الخارج.. قنبلة موقوتة تُهدّد جيل المستقبل
خاص – موقع “الملفات”
بعد الانتشار الواسع والكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، وتحوّلها إلى جزء أساسي من حياة الناس، باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى بمتناول الأطفال في مختلف أنحاء العالم. هذه الظاهرة يصنّفها الخبراء على أنها سلاح ذو حدين وجزء لا يتجزأ من كل منزل.
فبالرغم من استخدامها في المجال التعليمي والاستفادة منها في الجوانب الحياتية المختلفة، إلّا أنّها أصبحت تُعد من المواقع التكنولوجية التي تتسبّب بالعديد من الأضرار النفسية لدى مستخدميها ولا سيما الأطفال والمراهقين.
وفي هذا السياق، حاول الباحثون تحديد ما إذا كان مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي، يُؤثّر على صحته العقلية أم لا، إذ أكدت الدراسات أن الجلوس على مواقع التواصل يُسبّب خطراً مضاعفاً للإصابة بأعراض القلق والاكتئاب لدى الأطفال، وهو ما يعيشه جيل اليوم للأسف.
وقد تكون أكثر الأعراض انتشاراً لهوس “السوشال ميديا” عند المراهقين هي التعلّق الشديد بأشخاص وهميين ونجوم وسائل التواصل، وما يستتبع ذلك من أذى نفسي قد ينتج عن التنمّر الإلكتروني، لذلك يمكن الملاحظة وبشكل واسع أن الأطفال والمراهقين يُعانون اليوم اجتماعياً وعقلياً وجسدياً وعاطفياً. والجدير ذكره، أن معدلات الانتحار والاكتئاب ارتفعت بشكل كبير منذ العام 2011 ، حيث يعاني واحد من أصل 8 أطفال من مشاكل عقلية في مرحلة معينة من حياتهم.
ووفقاً لمصادر معنية، تُساهم مواقع التواصل الاجتماعي في جعل أكثر من نصف مستخدميها غير راضين عن أشكالهم، لا سيما من تترواح أعمارهم بين 18-34 عاماً، إذ إن هذه المواقع تجعلهم يشعرون بأنهم لا يتمتعون بأي جاذبية.
وتجدر الإشارة هنا أيضاً، إلى أن الدور الأكبر لهذه الظاهرة يعود للأهل من خلال منح الأبناء بشكل عام والأطفال بشكل خاص، حرية تامة في استخدام هذه المواقع وبأوقات غير محددة، ما سيُؤثّر سلباً عليهم.
وفي الإطار، أكدت المتخصصة في علم النفس تريز غالب، في حديث لـ “الملفات” أن “الوقت الذي يقضيه الطفل في استخدام الإنترنت يُؤثّر على الصحة العقلية والجسدية له وتحديداً على التركيز، كما يُؤدي إلى اضطرابات في النوم ينجم عنها اكتئاب وقلق”، مشيرةً أيضاً إلى أن “ثقة الأطفال والمراهقين بأنفسهم تنخفض بسبب الصور المركبة التي يظهر فيها الشخص مثالي ومن دون أي عيب في وجهه أو جسده”.
ولفتت إلى “وجود مراهقين يُقدمون على الانتحار بسبب الحزن والكآبة التي يعيشونها والناتجة عن السوشيال ميديا ومخاطر الإنترنت والجهل في معرفة استخدامه”. وأوضحت غالب أن “كمية المعلومات التي يحصل عليها الطفل خلال جلوسه وقت طويل لمتابعة السوشيال ميديا تجعله يتمتع بذاكرة ضعيفة جداً، ويصبح من الصعب عليه أن يُخزّن المعلومات المهمة التي تفيده”، مشيرةً إلى “التراجع الكبير للمستوى التعليمي لدى لأطفال في المدارس بسبب الإنترنت، وهذا ما يعاني منه الأهل لعدم قدرتهم على احتواء هذه المشكلات”.
وشددت على ” وجوب أن يُحدّد الأهل لأطفالهم عدد ساعات معينة، تتراوح بين الساعة والثلاث ساعات، لاستخدام الإنترنت، إذ إن الحلّ ليس بحرمانهم نهائياً من الأمر لما لذلك جوانب مهمة في هذا العصر الموصوف بعصر السوشيل ميديا”. ودعت الأهل لتنمية مواهب وقدرات أطفالهم من خلال النشاطات، وعدم استخدام الإنترنت لفترات طويلة أمامهم، لأن الأهل قدوة لأطفالهم، إضافة إلى مراقبتهم خلال استخدامهم الإنترنت للتنبّه لأي مخاطر قد يتعرّضون لها.
المصدر : خاص – موقع “الملفات”