من المؤشرات الى استمرار المراوحة السلبية، الدورانُ المستمر في الحلقة المفرغة رئاسيا. فحزب الله وحركة امل على دعمهما لمرشحهما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ومع ان المعطيات تفيد بأن باريس، صاحبة فكرة المقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة، باتت على قناعة بأن انتخاب فرنجية شبه مستحيل لاكثر من اعتبار محلي واقليمي ودولي، وفق ما تقول مصادر مطّلعة فإن الانظار تتجه الى لقاء مرتقب للخماسي الدولي بعد عيد الفطر سيواصل البحث في حلول للازمة اللبنانية. وفي السياق عينه، يلتقي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في باريس، مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل (الذي زار المملكة منذ ايام لبحث الملف اللبناني) الاسبوع المقبل، ليبلغه رفضه انتخاب رئيس من محور الممانعة. كما ان الموفد القطري يفترض ان يعود قريبا الى بيروت ليواصل اتصالاته مع القوى المحلية، الا انه سيسوّق هذه المرة لضرورة التخلي عن المرشحين المحسوبين على اطراف، وفق المصادر، فهل يقتنع الثنائي الشيعي، بما يسهّل الانتقال الى مرحلة البحث عن تسوية فعلية للازمة الرئاسية – اللبنانية، تُطلق مسار تعزيز “السيادة” والاصلاح، في لبنان؟
مِن الضروري الذهابُ في هذا الاتجاه، تتابع المصادر، خاصة وان مستجدات المنطقة تؤكد ان لا مسايرة مِن قبل العرب عموما والخليجيين خصوصا، في قضايا السيادة والامن ووقف تهديد الاستقرار الاقليمي، اذ ان “اجتماع جدة” ليل امس لم يُعِد سوريا الى الحضن العربي بعد، بل اعاد التشديد على ضرورة الحل السياسي وإخراج الميليشيات من سوريا ووقف تهريب الكبتاغون منها. وقد ركّز البيان الختامي للاجتماع التشاوري على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا بإنهاء وجود الميليشيات، مؤكدا أن الحل السياسي هو الوحيد للأزمة السورية. وطالب البيان الذي أصدرته الخارجية السعودية بدور قيادي عربي لحل الأزمة السورية. كما طالب بوحدة سوريا وإعادتها لمحيطها العربي، مشددا على أهمية مكافحة ظاهرتي الإرهاب وتهريب المخدرات… وللمفارقة، أتى ذلك غداة إحباط عملية تهريب نحو 10 مليون حبّة كبتاغون بشحنة كربون مطّاطي، مِن لبنان الى السنغال ومنها الى السعودية، وذلك في خلال عملية خاطفة نفّذتها القوّة الخاصة في شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي.