محاولة اقتحام مجلس “معوض” العاشورائي: فتنة كبيرة أطلّت برأسها
خاص ” الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش
كثيرة هي الإشاعات التي انطلقت أمس بعد سماع أصوات الرصاص في محيط المجلس العاشورائي المركزي الذي تُقيمه حركة أمل في منطقة معوض في الضاحية الجنوبية، منها أن إشكالًا وقع بين عناصر من حركة أمل وآخرين من حزب الله، ومنها أن المشكلة بين شعبة حي ماضي في حركة أمل وشعبة الصفير في الحركة، فما هي حقيقة ما حصل في الضاحية مساء السبت الماضي؟
بحسب معلومات “الملفات”، فإن المشكلة بدأت مع انطلاق مجلس العزاء مساء السبت، عندما أراد عدد من الأشخاص الدخول إلى محيط المجلس وتم منعهم من قبل أحد الحواجز التي تُقام لحماية التجمع، من جهة حي ماضي، الأمر الذي تسبب بتلاسن، ثم تحول بعد وقت قصير إلى إشكال وتضارب. ثم هدأت الأمور بعدها، قبل أن تصل مجموعة مسلحة قبيل انتهاء مراسم العزاء وتطلق الرصاص باتجاه عناصر الحاجز الذي وقعت عليه المشكلة.
بعد بدء إطلاق الرصاص باتجاه الحاجز، رد العناصر الموكلون بحماية المجلس بالمثل، فاندلعت الاشتباكات، الأمر الذي أدى إلى إصابة شخصين من عناصر الحماية خلال موجة إطلاق النار الأولى. بعدها تجمعت المجموعة المهاجمة في حي ماضي، مقابل تجمع عناصر “أمل” عند نقطة الحاجز التي تفصل معوض عن الحي. عندها نزل المغدور سمير قباني، وهو مسؤول في حزب الله، ليحاول تهدئة الأمور، فتوجه إلى لقاء المجموعة المتمركزة في حي ماضي، ثم انتقل بعدها إلى معوض. ولكنه خلال انتقاله من النقطة الأولى إلى النقطة الثانية تجددت الاشتباكات وأصيب في رأسه، فتم نقله إلى مستشفى بهمن لكنه ما لبث أن فارق الحياة بسبب خطورة إصابته.
المشكلة بحسب مصادر متابعة ومطلعة تكمن بوجود مجموعات متفلتة في الضاحية الجنوبية تستسهل استخدام السلاح، ولا تُقيم اعتبارًا للمدنيين والآمنين ولا للقانون. مشيرة إلى أنه ليس أمرًا بسيطًا أن تقوم مجموعة مسلحة باستهداف حاجز لحماية مجلس عاشورائي من الأكبر في الضاحية الجنوبية، وهو ما دفع بعض الحركيين إلى اتهام “المتضررين” من هذا المجلس بنيتهم استهدافه بغية ضرب وجوده.
هذا التوتر الشديد دفع بقيادتي حركة أمل وحزب الله إلى التحرك فور وقوع الحادثة، والتواصل مع الجيش اللبناني لمداهمة مطلقي النار. وبحسب المعلومات، أبلغت القيادتان منتصف ليل السبت-الأحد قيادة الجيش بأنه لا غطاء على أحد. فانطلقت، بحسب مصادر عسكرية، تحركات الجيش وانتشاره، كاشفة أن التركيز اليوم يتم على متابعة كل كاميرات المراقبة الموجودة في تلك البقعة الجغرافية لتحديد المتورطين وتوقيفهم، ومعرفة كل ملابسات الإشكال.
يمكن القول، بحسب المصادر، أن الضاحية الجنوبية نجت مساء السبت من مشكلة كبيرة لو تطورت الأمور إلى اشتباكات واسعة، خاصة أن بعض الجهات عملت على تزكية الخلاف وإعطائه بعدًا حزبيًا، وهذا بنظر المصادر لا ينفصل عن كل محاولات خلق الشرخ بين حركة أمل وحزب الله. لذلك شددت القيادتان على ضبط الأمن من خلال القوى والأجهزة الأمنية الرسمية لتحديد المسؤوليات، خاصة تلك التي أدت إلى استشهاد سمير قباني.
ظهر اليوم الأحد، وبحسب معلومات “الملفات”، اجتمعت قيادة إقليم بيروت في حركة أمل، وكان القرار واضحًا باستمرار المجالس العاشورائية في معوض، داعية للمشاركة في مجلس الليلة لقطع الطريق على كل من يحاول زرع الفتنة، والتحلي بأقصى درجات الانضباطية، وداعية القوى الأمنية لاتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لتوقيف المتورطين.
المصدر : خاص ” الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش