اعتبر أحد المتعاطين بالشأن العام انّ تعزية رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لقائد الجيش العماد جوزف عون بوفاة والدته، تندرج في إطار توجيهه رسالة تحذيرية الى قيادة «حزب الله» بوجوب التنبّه الى انّ من خياراته الممكنة التفاهم مع قائد الجيش على انتخابه رئيساً للجمهورية، وذلك ضمن محاولة الضغط على الحزب لتعديل موقفه من الاستحقاق الرئاسي.
وإزاء هذه الفرضية ابتسم مسؤول التيار الذي سمع التفسير أعلاه، وتوجّه الى صاحبها بالقول متهكماً: بصراحة… نحن لم نصل بعد الى هذه الدرجة من الدهاء.
وقد تقصّد باسيل اصطحاب زوجته السيدة شانتال في تقديم التعازي، من باب تأكيد الطابع الاجتماعي والعائلي للزيارة وتحييدها عن أي مغزى سياسي، علماً انّه كان قد انتدب وفداً من التيار لتعزية عون، قبل أن يحسم لاحقاً قراره بأن يتوجّه مع زوجته الى كنيسة الفياضية.
واقتصر الحديث بين الرجلين في الكنيسة على المجاملات العامة المتصلة بالمناسبة، فيما استفسر باسيل من عون عن وضع أولاده و»شو عميعملوا»، من دون أن يتمّ التطرّق الى اي أمر آخر.
ويؤكّد القريبون من باسيل انّ مبادرته حيال العماد جوزف عون لا تتحمّل كل تلك الحمولة الثقيلة من التفسيرات المتضاربة التي أُعطيت لها، لافتين الى انّ رئيس التيار حريص على فصل الواجب الاجتماعي عن الملفات السياسية، وهو أثبت عبر زيارة التعزية لقائد الجيش انّ مشكلته معه ليست بتاتاً شخصية كما كان يُتهم، بل هي سياسية بامتياز.
ويشير هؤلاء، الى انّ التعزية لاعتبارات أخلاقية واجتماعية شيء، والطعن في قانون التمديد لقادة الأجهزة العسكرية والأمنية المرفوع من التيار شيء آخر، مشدّدين على أنّ باسيل مقتنع كل الاقتناع بمضمون الطعن وحيثياته، بمعزل عن النتيجة التي يمكن أن يفضي اليها.
ويشدّد المحيطون بباسيل، على انّ الطعن المرفوع الى المجلس الدستوري لا يمكن أن يُرفض اذا تمّت مقاربته وفق المعيار الدستوري المحض، بعيداً من الحسابات السياسية.