September 24, 2024
\

عظة الراعي تقوّي موقف فرنجية الرئاسي: ما المقصود بالأعمال الإرهابية؟

خاص موقع “الملفات” – محمد علوش 
 
بعد أن حطّ أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في لبنان، للمشاركة في “لقاء ديني وطني” موسّع في بكركي، دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” الشيخ علي الخطيب، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور، كان للبطريرك الماروني مواقف سياسية تصعيدية عالية اللهجة، تصعّب، بحسب مصادر سياسية متابعة، عملية انتخاب الرئيس، لا تسهله. 
قال الراعي في عظة الأحد: “إنّنا نفهم معنى عدم وجود رئيس للجمهوريّة: إنّه رئيس يفاوض بملء الصلاحيّات الدستوريّة، ويطالب مجلس الأمن تطبيق قراراته ولا سيما القرار 1559 المختصّ بنزع السلاح، والقرار 1680 الخاص بترسيم الحدود مع سوريا، والقرار 1701 الذي يعني تحييد الجنوب. وبعد ذلك يُعنى هذا الرئيس بألّا يعود لبنان منطلقًا لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد”.
اللقاء الديني بحسب معلومات “الملفات” سيكون عمومياً وما سيصدر عنه لن يتطرق الى النقاط الخلافية الكثيرة بين اللبنانيين، ولكن ما قبل حديث البطريرك سيكون غير كما بعده، رغم أن مصادر مطلعة على مواقف بكركي تؤكد عبر “الملفات” أن البطريرك الماروني لم يقصد بكلامه عن “الاعمال الارهابية” عمليات حزب الله، بل كان يقصد كل العمليات العسكرية التي تنفذها جهات فلسطينية أو غير لبنانية انطلاقاً من لبنان، مشددة على أن البطريرك لا يعتبر حزب الله إرهابياً ولطالما كان هذا موقفه.
رغم توضيحات المصادر في بكركي الا أن كلام البطريرك بالنسبة للمستهدفين فيه كان واضحاً، وحديثه عن القرارات الدولية كان موجهاً الى حزب الله، وبالتالي ترى المصادر أن تصعيد البطريرك لا يمكن أن يساهم بحل الأزمة الرئاسية إن كان هذا هدفه من ذلك، بل سيساهم بالتشدد أكثر، حيث أن الثنائي الذي لا يزال متمسكاً بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، سيتمسك به أكثر فأكثر، حيث يعتبر أن النيات بدأت تتكشف وما يُريدونه من الرئيس المقبل هو ببساطة مواجهة المقاومة.
من هذا المنطلق كان الثنائي حريصاً على دعم فرنجية والقول أنه لن يقبل برئيس للجمهورية يطعن المقاومة بظهرها، وتُشير مصادر مطلعة على موقف الثنائي أن كلام البطريرك لم يكن مفاجئاً بقدر ما كان المفاجىء اعتباره أن “هذا الرئيس الذي يتحدث عنه” قد يصل الى بعبدا، لافتة الى أن كلام الراعي هو نفسه كلام القوى الرافضة لفرنجية، لأنها تُريد افتعال مشكلة لا إيجاد الحلول، وبالتالي فإن هذا المستجد يبعد الرئاسة أكثر، علماً أنها في الوقت الراهن وُضعت في ثلاجة الانتظار، حيث كان لافتاً خلال زيارة المبعوث الاميركية آموس هوكستين الاخيرة الى لبنان عدم تطرقه بالمطلق الى الملف الرئاسي.
رغم أن أحداً لم يربط الملف الرئاسي بالحرب على غزة ومصير الحرب على لبنان، إلا أن الجميع يربط الملفات بشكل أو بآخر، فبينما يسعى الثنائي لأن تكون التسوية لصالح مرشحه بعد الحرب، يعول خصوم فرنجية والثنائي على الحرب لضرب حزب الله، وبالتالي فإن الرئاسة مؤجلة الى أجل غير مسمّى.

المصدر : خاص موقع “الملفات” – محمد علوش