طبول الحرب تُقرع والمستشفيات تجهّزت.. ماذا عن الأدوية وبواخر المحروقات ؟
منذ العام 2019 ومع تراجع الوضع الاقتصادي والاجتماعي وانهيار العملة الوطنية، تراجعت جميع القطاعات في لبنان، لاسيما القطاع الصحي الذي سجّل هجرة كبيرة بين الأطباء والممرضين.
كل ذلك جاء وسط الانهيار الصحي الذي تسببت فيه جائحة كورونا، وما نتج عنها من نقص في الطواقم والمستلزمات الطبية.
وما لبث أن تنفّس الصعداء حتى بدأت عملية طوفان الأقصى، وفُتحت جبهة الإسناد من لبنان في 8 تشربن الأول 2023.
هذه التطورات دفعت بالعديد من الدولة العربية والغربية للطلب من رعاياها مغادرة لبنان فوراً بسبب توسّع حدّة الاشتباكات والقصف بين لبنان و”إسرائيل”، في الوقت الذي لم يتوقّف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن تهديد لبنان باجتياح أراضيه وتوسيع وتيرة الهجمات العسكرية ضده، وصولاً إلى بيروت بل أبعد من ذلك.
أمام هذه الوقائع، هل تستعد القطاعات كافة وأهمها الاستشفائية وقطاع المحروقات لاحتمال نشوب حرب موسّعة ؟
المستشفيات جاهزة
في هذا السياق، كشف نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون في حديث لموقع “الملفات” أن “جميع المستشفيات جاهزة في حال توسّعت الحرب التي من المتوقّع أن تكون كلاسيكية شبيهة بحرب العام 2006 وليس كما يحصل في غزة الآن”.
وأوضح أن “هناك خطة طوارئ وضعتها وزارة الصحة وتعمّمت على جميع المستشفيات”، مشيراً إلى أن “هناك زيارات مستمرّة من قبل الوزارة لتتأكد من جهوزية المستشفيات لاستقبال المرضى في حال توسّعت الحرب بحسب خطة الطوارئ”.
وذكّر هارون أنه “عندما دخل الجيش الإسرائيلي إلى غزة استهدف المستشفيات واعتبرها هدفاً عسكرياً، وبالتالي فإن كل شيء يتم تجهيزه الآن لا يبقى له أي قيمة بحال تم قصف أي مستشفى”.
نقص في الأطباء
وفيما يخص مسألة النقص في عدد الأطباء، أكد هارون أنّه “لا يوجد نقص كبير في الموارد البشرية والوضع مقبول، لكن هناك بعض الاختصاصات الدقيقة يوجد فيها نقص كجراحة الدماغ وجراحة الشرايين، والتي تُعتبر من الاختصاصات التي يمكن أن نحتاجها في فترة الحرب”.
أما بالنسبة للممرضين والممرضات، فلفت هارون إلى وجود عدد كاف، وبحسب الخطة الموضوعة سيتم استدعائهم بحال ورود إصابات إلى المستشفيات.
القرار عند الوزير
كما كشف هارون أن “هناك أدوية ومستلزمات طبية موزعة بين المستشفيات ومخازن المستوردين تكفي لشهرين أو ثلاثة أشهر”.
أما بالنسبة لاستقبال الجرحى على نفقة وزارة الصحة في حال توسّعت الحرب، فأشار هارون إلى أن “ذلك يصدر عن وزارة الصحة صاحبة القرار في هذا الخصوص لا المستشفيات”.
تنسيق تام والمستلزمات مُخزنة
وفي سياق متصل، أكدت نقيبة مستوردي المستلزمات الطبية سلمى عاصي أنه “في حال شنت إسرائيل حرباً واسعة على لبنان هناك تنسيق تام مع وزارة الصحة والمستشفيات في ما خص المستلزمات الطبية”.
وأوضحت في حديث لموقع “الملفات” أن “لدى المستشفيات مستلزمات مخزنة، وفي الوقت ذاته هناك شركات لديها كمية معينة في مستودعاتها تغطي أشهر عدّة”، كاشفةً أن “هناك عدد من المستشفيات تقوم بتأمين المستلزمات الطبية الخاصة بها، وتطلب من الشركات المستوردة أن تكون المستلزمات لديها جاهزة وموجودة في حال شنّت إسرائيل حرب واسعة على لبنان”.
الأدوية متوفرة
وفيما يتعلّق بقطاع الأدوية، أشار نقيب الصيادلة جو سلوم في حديث لـ “الملفات” إلى أن “هناك أدوية تُصرف في الصيدليات بشكل عام وهي الأدوية غير المزمنة ومتوفرة بشكل كبير، وهناك أدوية تُعطى من وزارة الصحة وهي الأدوية المستعصية”.
وشدد سلوم على أن “نقابة الصيادلة والصيادلة بشكل عام على تنسيق تام مع كافة الإدارات الرسمية ومع مجلس الوزراء في حال حصول أي طارئ”، مؤكداً أن “الجميع سيكونون بتصرف كل الإدارات والمواطنين في حال توسعت الحرب”.
الاتصالات على جميع الأصعدة.. كيف ستؤثر الحرب على قطاع المحروقات؟
أكد نقيب موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا في حديث لـ “الملفات” أنه “منذ طوفان الأقصى بدأت الاجتماعات ومنها في السرايا الحكومية برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، ومع لجنة المتابعات لتأمين المحروقات، وذلك للبحث في السبل الآيلة إلى عدم الوقوع في أي أزمة”.
وأكد أبو شقرا أن “المحروقات متوفرة”، مذكراً بأن “التأخير الذي حصل في بداية الحرب كان بسبب الخوف والقلق حول سلامة وصول البواخر إلى لبنان، وقد رفعت شركات التأمين قيمة التأمين على البواخر لهذه الأسباب”، لافتاً إلى أنه “عندما ارتفع التأمين توفرت المحروقات بكمية كبيرة في لبنان”.
وأضاف: “لا أحد يستطيع أن يتوقّع ماذا سيحصل إذا توسعت الحرب، لا رئيس الحكومة ولا وزير الطاقة ولا الشركات المستوردة للنفط، ولا نعلم إذا كان البحر سيكون مفتوحاً أمام السفن أو سيكون هناك حصار بحري”.
ممّا لا شك فيه أن لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ليدخل اليوم في هذه الحرب، لكن كلمة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي لا تبشر بأي حلول قريبة، وكأننا قاب قوسين أو أدنى من انفلات الأمور نحو حرب واسعة على لبنان.
المصدر : خاص – موقع “الملفات”