December 23, 2024

سوق “الشويفات” للمخدرات تبخّر.. والطلب أصبح “دليفري”

خاص “الملفات” – الفريق الاستقصائي

من منّا لا يعرف أو يتذكر، “سوق الشويفات للمخدرات”، ذلك الشارع أمام المدرسة في منقطة الصحراء، حيث كان يصطف المروّجون على دراجاتهم النارية ومعهم “البضاعة”، فيمرّ بجانبهم المشتري لينتقي ويشتري طلبه ثم يغادر بكل هدوء وفي وضح النهار وعلى عين الجميع في مشهد سريالي يشبه “سوق الأحد” لبيع الثياب.

محاولات الدولة لضبط هذا الشارع وتوقيف هؤلاء المروّجين الذين يعملون لصالح حوالي 4 أو 5 تجّار غير معروفين لا بالإسم ولا بالشكل، غالباً ما باءت بالفشل، لأسباب عديدة أولّها ازدحام المنطقة والكثافة السكانية التي كانت سبباً أساسياً في عدم الرغبة بخوض مداهمة مفاجئة، ستتحوّل حتماً لمعركة في شوارع ضيقة ومكتظة بمئات السكان الأبرياء.

إلا أن اليوم، المشهد تبدّل، والسوق اختفى بقدرة قادر، ومن دون أن يتنبّه أحد لما جرى،فما الذي حدث؟ تشير المعلومات التي حصل عليها موقع “الملفات” إلى أن حركة اتصالات جرت بين جهات حزبية والدولة ووسطاء مع التجار لإبجاد حل ووقف هذه الظاهرة المرعبة، بحيث أن المشهد لم يعد مقبولاً أمام أعين الأطفال وطلاب المدرسة وبات يشكّل خطراً كبيراً لا تحمد عقباه.

ضغط كبير مورس من قبل الجهات الأمنية المعنية من اقتراب ساعة الحسم لتطهير هذا الوكر، الأمر الذي شكّل ضغطاً كبيراً على عمل المروّجين ومن خلفهم التجّار حيث ضاقت حركتهم بشكل كبير، فما كان منهم إلّا الانسحاب من الشارع “السوق” ونقل مركز عملهم ليصبح على الطلب “دليفري”.

وبحسب المعلومات فإن عمليات تسليم المخدرات، أصبحت تتم عبر شبكة اتصالات تبدأ بالتاجر الذي يتواصل مع شبكة المروّجين على الأرض، فيختار النقطة الأقرب أو التي تناسب “الزبون” وأغلبهم في نقاط بمحيط معمل غندور على طريق الشويفات العام، ونقاط في ما يُعرف بمنطقة الشجرات باتجاه “البيبسي”.

دقيقة كفيلة لإتمام العملية، بوصول المشتري بسيارته أو دراجته ووصول المروّج بالمقابل على دراجته النارية ليسلم ويستلم في ثواني من شباك السيارة وينهي الأمر عائداً من حيث أتى، و”لا مين شاف ولا مين دري”، علماً أن ذلك يتم في مختلف أوقات النهار وليس في الليل حصراً.

صحيح أن السوق الذي كان يشكّل رعباً في المنطقة للأهالي بفعل خوفهم على أولادهم اختفى، إلّا أن التجّار دائماً ما يبتكرون أحدث الطرق لاستكمال عملهم الإجرامي، لكن الأكيد أن ما جرى نقطة إيجابية وخرق إيجابي أحدثه ضغط الأجهزة الأمنية باستدراجهم إلى خارج المنطقة لاستكمال الخطوات اللاحقة في توقيفهم ووقف هذه الظاهرة التي تقتل الشباب.

المصدر : خاص ” الملفات”- الفريق الاستقصائي