September 24, 2024
\

رواية التسلّح إلى الواجهة.. والقوات:” شغلنا فوق الطاولة”

في وقت يقف لبنان على مفترق طرق، وأمامه مساران لا ثالث لهما: إما إخراج البلاد من حافة الهاوية أو على وطن الأرز السلام، هناك من يُصرّ على تبني روايات وأقاويل قد تكون من نسج الخيال أو ربما تستند إلى تقارير استخباراتية كما يقولون، إذ لاشيء مثبت حتى الآن، سوى المناوشات السياسية التي تروّع اللبنانيين وتقسّمهم أكثر فأكثر.

الرواية ليست وليدة اللحظة، إنما تتجدد بين الحين والآخر، لكن هذه المرة اختار ساردوها هذا الوقت الدقيق والحساس حتى تعود إلى الواجهة مرفقة بمخاوف مسيحية واستعدادات لمواجهة داخلية تعيد إفراز موازين القوى.

بالمختصر المفيد، تتحدث الرواية عن عملية تسلّح كبيرة ودعم عسكري وعتادي كامل حصل عليه حزب القوات اللبنانية الحليف الأول لأميركا كما يصفها مطلقو الرواية، فما مدى صحة هذا الكلام؟

كلام فارغ
على ما يبدو أن “القوات” لم تعد تكترث للكلام “الشعبوي الفارغ الذي يخلو من أي دليل – كل يومين ثلاثة بنط حدا بعيد نفس الحكي، يا خيي وين هالسلاح أبشرونا”، على حد قول مصادر مقربة من الحزب.

وتسائلات المصادر في سياق حديثها مع موقع “الملفات”: “ألم تملّوا بعد من تكرار نفس السيناريو؟ لماذا تصرّون على المسرحية نفسها؟ كفى نفاقاً، هزلت”.

وأكدت المصادر أن هناك من يدفع البلاد إلى المزيد من الانزلاق إلى قعر جهنم باختلاق مثل هذه الروايات والإيحاء بحرب داخلية محتملة بغية إثارة الفتن وتعكير صفو السلم الأهلي، إن وجد من الأساس”.

لا عمل لـ “القوات” الا بالسياسة!
“القوات” قالت كلمتها، ونفت نفياً قاطعاً هذه المعلومات التي وصفتها بـ”المغلوطة والمضللة والتي لا تمت للحزب بأي صلة”، بحسب ما قال رئيس الجامعة الشعبية المحامي طوني نون، الذي يؤكد أن “لا عمل للقوات قيادة وشعباً إلا بالسياسة، ونحقق أهدافنا بالسياسة “، وتابع: “شغلنا فوق الطاولة مش تحتا، وين ما كان هو ذاته”.

كما اعتبر أن “الدعاية السوداء التي تقوم بها بعض الجهات ويسوقها أزلامها، معروفة الأسباب والخلفيات بما فيها ضرب صورة القوات اللبنانية كونها تلقى قبولاً كبيراً لدى المجتمع بشكل عام”، مشيراً إلى أن “نتائج الانتخابات النيابية والطلابية الحالية خير دليل على توجهات الناس”.

صواريخ، طائرات ومدافع!
على المقلب الآخر، قرر أحد قيادي “القوات”، بيار جبور، أن يعلّق على الرواية التي يعتبرها مفبركة ببعض المعلومات والمعطيات وظنها البعض أنها صحيحة بالرغم من أسلوبه الساخر الواضح في تعليقه.
إذ قال بأسلوب تهكمي وساخر أن “القوات” تسلمت أسلحة وذخائر من الأميركيين، ” كان أول الغيث ٢٠ ألف بندقية حديثة من أصل ٦٧٣٩٩ بندقية، ٦٣٤ صاروخ م/د نوع NLAW من أصل ٨٩٤٥ صاروخ، عدا عن ١٠٠ مدفع هاوتزر عيار ١٥٥ملم و٢٠٠ مدفع هاون وحوالي ٧٠٠٠ مدفع هاون عيار ٦٠ ملم، أما الطائرات العامودية ستسلم لاحقاً، بالإضافة إلى استلام ٧٠٠ طائرة مسيرة طراز MQ- 9 Reaper، وأيضاً فرقاطات بريطانية نوع بورتلاند”. وأرفق تغريدته الساخرة هذه بهاشتاغ “حكواتي_من_الحزب_بقهوة_أبو_ح شيش”  ليؤكد لمتابعيه أن كلامه هذا ليس إلا كلاما ساخرا ولا يمت للواقع بصلة.

في المحصلة، ووسط هذا الجدل، يا ليت الفرقاء يتعلمون من تجارب الماضي ومآسيه، وبدلاً من التلهي بتسجيل النقاط على بعضهم البعض، فليتحدوا أقله ولو لمرة واحدة ويقفوا صفا واحداً بوجه عدو مغتصب يسعى جاهداً لجرنا إلى الدمار .

المصدر : خاص – موقع الملفات