December 23, 2024

رفع الردم من المنازل في الضاحية تمهيداً لسرقتها.. بالتفاصيل!

حاول أحد الشبان المهجرين من الضاحية الجنوبية لبيروت زيارة منزله في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على لبنان، فاكتشف أن المنزل لا يزال صامداً إنما بابه مكسور، حاله كحال العديد من منازل الضاحية التي خُلعت أبوابها ونوافذها بسبب ضغط القنابل والصواريخ، وبعد فترة سقط جزء من سقف منزله، فزاره وحاول إقفال الباب بأي وسيلة ممكنة ونجح، وغادر. 

بعد أيام قليلة عاد إلى منزله لنقل بعض الملابس منه، فاكتشف أن الردم الذي كان يغطّي المدخل لم يعد موجوداً، فسأل أحد الجيران عن الأمر ليكتشف أن السارقين الذين يجولون في الضاحية للظفر بما تقع عليه أياديهم، نظفوا المنزل تحضيراً للسطو عليه، على اعتبار أن الردم يُعيق طريقهم لإخراج الأثاث وسرقته.

هذه الحادثة بحسب مصادر مطّلعة ليست يتيمة، وتُشير المصادر عبر “الملفات” إلى أن عصابات السرقة تنشط بشكل كبير في الضاحية، فهناك أبنية سُرقت الشقق فيها بالكامل، ومنها ما يُسرق في وضح النهار وعلى مرأى من الجيران الذين لا حول لهم ولا قوة أمام سطوة العصابات. 

تكشف المصادر أن حالات السرقة بداية الحرب كانت فردية يقوم بها شخص او شخصين كحدّ أقصى، وكان هؤلاء يبحثون عن ما يمكن حمله بسهولة ونقله من المنزل، لكن بعد فترة أصبح هناك عصابات كبيرة تعمل في هذا المجال، وهذه العصابات تستعين بوسائل نقل لحمل المسروقات التي قد تصل إلى أثاث منزل كامل وهي قامت بذلك سابقاً بحسب ما تؤكد المصادر، مشيرة إلى أن من صادفهم من الجيران اعتقد انهم يعملون في شركة لنقل الاثاث. 

يعمل السارقون في الضاحية بحرية كبيرة بسبب الفراغ الأمني الذي تعيشه المنطقة، والذي كان قائماً قبل الحرب وتوسع بعدها ليصبح عاماً، كذلك غياب الأحزاب التي كانت تقوم ببعض المهام الأمنية، فالأحزاب وإن تواجدت اليوم في المنطقة إلا أنها لا تمارس أي عمل أمني بسبب حساسية المرحلة وعدم قدرتها على التحرك داخل الضاحية، وهو ما يترك منازل اللبنانيين عرضة للسرقة بشكل يوميّ. 

وتُشير المصادر إلى أن السرقات لم تعد متعلقة بما هو داخل المنزل، بل تطال ما هو خارجه، كالأسلاك الكهربائية ومضخات المياه، وتكشف أن في بعض الاحياء هناك سرقات يومية، علماً أنه في بداية الحرب كان هناك مجموعات من الشبان تحاول الاقتصاص من السارقين من خلال جرّهم وربطهم بالعواميد والتشهير بهم، ولكن اليوم لم تعد هذه المجموعات قادرة على ضبط حالات السرقة بسبب تمددها وارتقائها لتصبح عمليات منظمة يقوم بها لبنانيون عادة. 

خلال الفترة الماضية حاولت بعض الأجهزة الأمنية ضبط هذه الحالات لكنها اليوم وبحسب مصادر امنية غير قادرة على التحرك داخل احياء الضاحية بسبب الحرب، إلى جانب المشكلة الأساسية التي تعاني منها والتي تتعلق بالقدرة على التوقيف، كما أن شرطة البلديات غير حاضرة في الشق الأمني فهي تعمل في عمليات فتح الطرق ورفع الردم، علماً أنه في بعض احياء الضاحية لا يزال السكان في منازلهم، وهم يرفضون مغادرتها لسببين أثنين، الأول عدم قدرتهم على الخروج إلى أي مكان، والثاني عدم رغبتهم بترك منازلهم لكي لا تُسرق وتُنهب، كما يؤكد أحد ساكني هذه الأحياء على أطراف الضاحية الجنوبية.
عمليـــات منظمـــة وعصابـــات كبيـــرة تنشـــط بشكـــل كبيـــر

المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش