القصة الكاملة للجثث الخمس في كفرشيما: أسرار ومعطيات مروّعة !
خاص – موقع “الملفات “
قبل أشهر، وربما أسابيع، كانت الحياة في كفرشيما تسير بنمطها المعتاد، حتى بدأت تظهر علامات غريبة ومريبة في حارة الدير، أثارت الريبة والقلق في نفوس سكان الحي. لم تكن تلك التصرفات التي تصدر من المنزل القديم مجرد أفعال عابرة، بل كانت محاطة بالغموض والشبهات. ما زاد الطين بلة هو الرائحة الكريهة التي بدأت تتسرب من داخل جدران المنزل، مما دفع الجميع للتساؤل عن الأسرار المظلمة التي قد يخفيها ذلك المكان.
تصرفات الشابين اللذين يسكنان المنزل مع والدتهما العاجزة أصبحت حديث الحي، فقد كانا يقومان بأعمال مشبوهة في ساعات متأخرة من الليل على حد قول الجيران، وحركاتهما الغريبة زادت من شكوك السكان، وكأن هناك شيئًا رهيبًا يحدث خلف تلك الأبواب المغلقة.
وصلت هذه المعطيات المثيرة للريبة إلى الأجهزة الأمنية، وتحديدًا إلى مخابرات الجيش اللبناني، التي بدأت فورًا بعمليات مراقبة ورصد دقيقة للمنزل الغامض. تحريات مكثفة أُجريت لكشف النقاب عن ما قد يكون مخفيًا خلف جدران هذا المكان المشبوه.
كانت هناك دلائل واضحة على أن شيئًا غير طبيعي يحدث، فقد عمد الشابان إلى إحاطة المنزل بأسلاك شائكة، ونصبا خيمًا وشوادر سوداء، وزودا المكان بكاميرات مراقبة، في مشهد يثير الكثير من التساؤلات، وكأنهما كانا يخفيان شيئًا خطيرًا.
الروايات الأولية من السكان التي تم تداولها، أفادت بأن الشابين كانا يدفنان الموتى داخل الشقة التي يسكنان فيها، ثم لوحظت زيارات غامضة ومتكررة للمنزل، مترافقة مع أصوات غريبة وانبعاث روائح كريهة. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد كان الشابان يتسببان في إزعاج مستمر للسكان من خلال إطلاق النار والسباب والشتائم، ما زاد من حدة الشكوك وأدى إلى تفاقم القلق في نفوس أهل الحي.
علماً أن الشابين، وهما لبنانيان، الأول يُدعى خريستو وهو جندي سابق في الجيش، والآخر يُدعى إلياس، من أصحاب السوابق ومطلوبان بجرائم سرقة السيارات والدراجات النارية. هذه المعلومات زادت من تعقيد الصورة وأثارت مزيدًا من الشكوك حول ما يجري داخل هذا المنزل. تحركاتهما المشبوهة دفعت الأجهزة الأمنية لتكثيف مراقبتهما بهدف كشف النقاب عن الحقيقة المخيفة التي قد تكون مختبئة خلف جدران هذا البيت الغامض.
وبالفعل، بعد جمع الأدلة والمعلومات الكافية، قررت قوة من مخابرات الجيش مداهمة الشقة السكنية المشبوهة. ما وجدوه داخل المنزل كان صادمًا للغاية. في إحدى الغرف، عُثر على خمس جثث، ثلاث منها تحللت بالكامل وتحولت إلى هياكل عظمية، مما يشير إلى أن الوفاة حدثت منذ فترة زمنية طويلة، بينما الجثتان الأخرتان ما زالتا تحتفظان بملامحهما، في دليل على أن وفاتهما حديثة.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الجثث تعود لأهل الشابين وبالتحديد لوالدهما وشقيقتهما وثلاث اخوة، دفنهما الشابان داخل غرفة أسفل المنزل، علما ان الجثة الأخيرة، التي لم تتحلل بعد ويبدو أن الوفاة حديثة، فهي تعود لشقيقه المدعو الياس الذي توفي منذ حوالي العشرة أيام. وسط هذه الفوضى والرعب، وُجدت الأم المسنة جالسة في مكانها، غارقة في مرض الألزهايمر، غير واعية بما يدور حولها من أحداث مأسوية.
كان المشهد في المنزل يعكس صورة مروعة لعائلة طواها الزمن في ظروف غامضة ومؤلمة، تاركة وراءها الكثير من الأسئلة التي تنتظر إجابات. ومع تقدم التحقيقات، بدأت تظهر بعض الإجابات المقلقة. فقد تبين، وفقًا لمعلومات الملفات، أن العائلة كانت بالفعل قد حولت إحدى الغرف خلف المنزل في الحديقة إلى مدفن لأفرادها، بسبب وصية والدهم، التي تنصّ على دفن أفراد العائلة في المنزل، وفقًا لروايتهم.
وتشير المعلومات إلى عملية دفن الجثث في الغرفة بدأت منذ عام 1986، فخلال الحرب الأهلية اللبنانية، اختلف شقيقان من العائلة داخل المنزل، فأطلقا الرصاص على بعضهما البعض وقُتلا، فدفنهما خريستو داخل المنزل.
وتكشف هذه المعلومات عن أن العائلة كانت ترفض إجراء الصلوات على أرواحهم في الكنيسة. مما يضيف بُعدًا آخر لهذه المأساة المعقدة التي ظلت طي الكتمان لفترة طويلة.
وفيما توارى الشابان عن الأنظار، تمكنت الأجهزة الأمنية من توقيف أحد أبناء العائلة المدفونة، وهو المدعو خريستو الفتا، والتحقيق جارٍ معه، بينما شقيقه الذي كان لا يزال قيد الملاحقة، تبين أنه من بين الجثث الخمس.
اذًا، لا يزال الغموض يكتنف هذه القضية التي تفجرت تفاصيلها كالقنبلة، وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة المزيد من الحقائق المخفية. فكلما تم الكشف عن جانب من القصة، بدا أن ما خفي أعظم مما تم اكتشافه حتى الآن. غرفة مليئة بالجثث قد تكون مجرد بداية لسرد طويل ومروّع، ينتظر أن تكشف التحقيقات المقبلة عن تفاصيله الكاملة. هذا الكشف الصادم أثار تساؤلات حول مدى تقبل المجتمع المحلي لهذه الممارسات الغريبة، وأعطى مزيدًا من العمق للغموض الذي يحيط بهذه العائلة وحياتها المأساوية، مؤكداً أن الشكوك حولهم لم تكن مجرد تكهنات، بل كانت تخفي وراءها حكاية مرعبة لم يكن أحد يتوقعها، ومن الصعب تقبلها، فليس بأمر طبيعي أن يسكن أحد في منزل مليئ بالجثث!
المصدر : خاص – موقع “الملفات”