December 23, 2024

الغموض يكتنف مصير صفي الدين.. ومن سيخلف نصر الله؟

مصدر الصورة: "العربية.نت"

منذ الغارة الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي، ما زال الغموض يلف مصير رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، الذي كان من المتوقع أن يخلف الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية بتاريخ 27 أيلول استهدفت مقر قيادة الحزب في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.

ورغم مرور ثلاثة أيام على الغارة، لم تصدر إسرائيل أي تأكيد رسمي بشأن مصير هاشم صفي الدين. المشهد لا يزال ضبابياً مع غياب المعلومات الدقيقة، في وقت تترقب فيه الأوساط الإعلان الرسمي الذي قد يحسم مصير القيادي البارز، ويكشف ما إذا كان حزب الله سيواجه تحديات في عملية اختيار قيادة جديدة في هذه المرحلة الحرجة.

مع استمرار الضربات الإسرائيلية المكثفة على مختلف الأراضي اللبنانية، وتحديدًا الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، تزداد التساؤلات حول ما إذا كانت الغارة قد استهدفت صفي الدين تحديداً أم أن هناك شخصاً آخر كان الهدف. في حين أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن صفي الدين كان في الموقع المستهدف، ظهرت تكهنات أخرى بأن غارة أخرى قد تكون استهدفت أيضًا نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، الذي يُقال إنه قد يتولى إدارة الحزب مؤقتًا. ومع ذلك، تم التأكيد على أن قاسم بخير ولم يكن هدفًا لأي هجوم.

من جانبه، أكد مسؤول في حزب الله أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة تعيق جهود البحث عن صفي الدين، الذي فُقد الاتصال به عقب استهداف الموقع الذي كان يُعتقد أنه موجود فيه. وأفادت مصادر أمنية لبنانية بأن القصف المكثف يمنع فرق الإنقاذ من تمشيط الموقع الذي يُعتقد أنه شهد محاولة اغتيال صفي الدين.

نائب رئيس المجلس السياسي للحزب، محمود قماطي، أشار أيضاً إلى أن إسرائيل تعرقل عمليات الإنقاذ، ما زاد من الغموض حول مصير صفي الدين ومدى صحة الأنباء المتداولة عن اغتياله. كما أكد قماطي أن الحزب لا يملك معلومات حول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بعد الضربة الإسرائيلية على بيروت، وأن الأمر قيد التحقيق.

وفيما يتعلق بإدارة الحزب في المرحلة الحالية، أوضح قماطي أن حزب الله يُدار حالياً عبر “قيادة مشتركة” دون تقديم تفاصيل إضافية، مؤكداً أن اختيار أمين عام جديد قد يستغرق بعض الوقت. وأفاد مطلعون بأن نائب الأمين العام، نعيم قاسم، يتولى مع آخرين قيادة الحزب بشكل مؤقت.

قماطي وجه انتقادات حادة لإسرائيل، متهماً إياها باستهداف المراكز والأبنية المدنية بعد بنك الأهداف العسكرية، واصفاً تلك الضربات بالـ “إفلاس والوحشية”. وأكد أن حزب الله لم يستهدف سوى المواقع العسكرية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن صواريخ الحزب وصلت إلى عمق 150 كيلومترًا داخل الأراضي المحتلة. أما فيما يتعلق بالشائعات التي تحدثت عن نقل جثمان حسن نصرالله إلى العراق أو إيران، نفى قماطي صحة هذه الأنباء.

من جهة أخرى، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل “لا تزال غير قادرة على تأكيد مقتل هاشم صفي الدين، على الرغم من التقارير التي تشير إلى استهدافه في غارة الأسبوع الماضي”. وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ديفيد منسر، أن أي تأكيد رسمي سيعلن عبر الموقع الرسمي للجيش بمجرد توفر معلومات دقيقة.

اذاً، في ظل هذا الغموض المستمر، يبقى مصير القيادة الجديدة لحزب الله غير محسوم، بانتظار تأكيد أو نفي الأنباء المتعلقة باغتيال صفي الدين. ومع تزايد الضغوط من الهجمات الإسرائيلية المتكررة، ظهرت أسماء بديلة لقيادة الحزب، من بينها إبراهيم أمين السيد، أحد المؤسسين البارزين للحزب. ومع ذلك، قد تتغير جميع السيناريوهات بشكل جذري طالما لم يتخذ حزب الله قراره النهائي في اختيار خليفة لنصرالله، وسط حالة كبيرة من النكران والرفض لتقبل بيئة المقاومة وأبنائها واقع استشهاده الذي ترك أثراً عميقاً في نفوسهم وجراحاً قد لا تداويها الأيام، كما يؤكد معظمهم..

المصدر : خاص “الملفات”

مصدر الصورة : العربية.نت