“اغتيال قياديين بارزين في حزب الله بعمليتين جويتين في بيروت؟!”
عملية وُصفت بالدقيقة والمحسوبة، زعمت إسرائيل من خلالها اليوم أن جيشها نفذ ضربة جوية استهدفت قياديًا بارزًا في حزب الله. العملية التي أعقبت غارتين جويتين استهدفتا أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، تُضاف إلى قائمة أخطر العمليات التي نُفذت مؤخرًا، حيث استهدفت، وفق المزاعم الإسرائيلية، محمد جعفر قصير، قائد الوحدة 4400 في حزب الله. هذه الوحدة، بحسب الادعاءات الإسرائيلية، مسؤولة عن نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر شبكة من الوكلاء. إلا أن حزب الله لم يؤكد صحة الاغتيال أو ينفيه حتى الساعة.
تفاصيل العملية بدأت بغارتين متتاليتين، الأولى استهدفت منطقة بئر حسن قرب طريق مطار بيروت الدولي، بينما استهدفت الغارة الثانية منطقة الجناح، مما أدى إلى إصابة مبنى قريب من مستشفى الزهراء الجامعي. هذا الهجوم تسبب في إغلاق الطرق الرئيسية المحيطة بالمطار، ومنها أوتوستراد الأسد، وتم تحويل حركة السير إلى طريق الأوزاعي الفرعي، ما أثار حالة من القلق والتوتر في صفوف المواطنين.
في البداية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذه ضربة جوية دقيقة على بيروت دون تقديم تفاصيل إضافية، مما زاد من الغموض حول الأهداف. ولكن بعد ساعات قليلة، صدر بيان رسمي أوضح أن الهدف كان محمد جعفر قصير، الذي اعتبرته إسرائيل من أبرز القيادات في حزب الله والمسؤول عن نقل الأسلحة من إيران إلى لبنان، وهو ما يجعله هدفًا حساسًا.
أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، زعم في منشور على منصة “إكس” أن “قصير كان نشطًا في المحور الإيراني-السوري-اللبناني، وأنه قاد عمليات نقل الأسلحة الاستراتيجية إلى حزب الله لسنوات عديدة”. وأشار إلى أن “قصير كان له دور محوري في تطوير مشروع الصواريخ الدقيقة التي استهدفت الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.
أدرعي أضاف أن “قصير لم يكن فقط قائدًا عسكريًا، بل كان مسؤولًا عن تمويل أنشطة الحزب، حيث أشرف على شبكات اقتصادية ومبادرات تمويلية في لبنان وسوريا وحول العالم”. وأكد أن هذه “الأنشطة كانت توفر لحزب الله مئات الملايين من الدولارات سنويًا، مما ساهم في تعزيز قدراته العسكرية والاقتصادية”.
وفي إطار التصعيد نفسه، أعلنت إسرائيل أيضًا عن استهدافها ذو الفقار حناوي، قائد فرقة “الإمام الحسين” التابعة لحزب الله، في غارة جوية نفذتها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بتوجيه استخباراتي دقيق. وفقًا لمزاعم أدرعي، كان “حناوي قد تجند في صفوف حزب الله وشغل مناصب عدة، منها مسؤول الشؤون الهندسية في وحدة “عزيز” وقائد قوات حزب الله في منطقة حلب. لاحقًا، تم تعيينه قائدًا لفرقة “الإمام الحسين” بدعم من قاسم سليماني وأمين عام حزب الله حسن نصر الله”.
وأضاف أدرعي أن “فرقة “الإمام الحسين” تتمتع بقدرات قتالية متنوعة وتضم آلاف المقاتلين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وقال إن الفرقة نقلت مقرها إلى لبنان منذ بداية الحرب لتعمل بتعاون وثيق مع وحدات جبهة الجنوب التابعة لحزب الله. كما شاركت الفرقة في العديد من العمليات الهجومية التي انطلقت من الأراضي اللبنانية والسورية والعراقية، بما في ذلك إطلاق صواريخ مضادة للدروع، ومسيّرات، وقذائف صاروخية”.
وأوضح أن “الفرقة شاركت في استهداف مدرسة في مدينة إيلات بمسيّرة في نوفمبر 2023، مشيرًا إلى أن “فرقة الإمام الحسين” تروج لإجراءات تهدف إلى ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.
واختتم أدرعي تصريحه بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل استهداف قادة حزب الله وكل من يشكل تهديدًا لأمن إسرائيل، مع التركيز على إضعاف قدرات الحزب العسكرية، خصوصًا فيما يتعلق بنقل الأسلحة.
وفي ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال: كيف سيكون رد حزب الله على سلسلة الهجمات التي تستهدف قادته؟ وهل ستؤدي هذه العمليات إلى تصعيد أوسع في المنطقة؟
المصدر : الملفات